Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 12-20)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذ يقول المنافقون } معتب بن قشير وأصحابه { والذين في قلوبهم مرض } شك وضعف { ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً } أي خبر بما لا حقيقة له ولم يعلموا أن النصر في دار الدنيا يكون عقيب الامتحان { وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب } قيل : هم المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه ، وقيل : هم اليهود الذين هم قرب المدينة { لا مقام لكم } أي ليس هذا موضع إقامة ، وقيل : لا إقامة لكم ها هنا { فارجعوا } إلى منازلكم ، أمروهم بالهرب من معسكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : قالوا لهم : ارجعوا كفاراً وأسلموا محمداً { ويستأذن فريق منهم النبي } في الرجوع إلى منازلهم وهم بنو حارثة { يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة } ، قيل : مكشوفة ليست بحصينة فأكذبهم الله فإنهم لا يخافون ذلك وإنما يريدون الفرار من الزحف { ولو دخلت } المدينة ، وقيل : بيوتهم { من أقطارها } من حواليها { ثم سُئِلوا } عند ذلك الفزع وهو دخول المدينة { والفتنة } الردة والرجعة إلى الكفر ومقاتلة المسلمين { لأتوها } لجاؤوها وفعلوا ، وقرئ لآتوها لأعطوها { وما تلبثوا بها إلاَّ يسيراً } يعني ما لبثوا عن الإِسلام إلاَّ ساعة ثم ارتدوا هذا قول أكثر المفسرين ، وقيل : ما أقاموا بالمدينة بعد إعطاء الكفر إلا قليلاً حتى يهلكوا { ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل } عاهدوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليلة العقبة أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم ، وقيل : هم قوم غابوا عن بدر ، وقيل : عاهدوا بعد أحد ألاَّ يفروا بعدما نزل فيهم ما نزل { وكان عهد الله مسؤولاً } مطلوباً { قل لن ينفعكم الفرار } مما لا بد لكم من نزوله من موت أو قتل { وإذاً لا تمتعون إلا قليلاً } في الدنيا ثم الموت ، ويقال الدنيا كلها { قل } يا محمد { من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءاً أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله ولياً } يلي أمرهم ويعينهم { ولا نصيراً } ينصرهم { قد يعلم الله المعوقين منكم } المثبطين الناس عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { والقائلين لإِخوانهم } يعني اليهود قالوا لإِخوانهم من المنافقين ، وقيل : القائلون هم المنافقون لإِخوانهم من ضعفة المسلمين { هلمّ إلينا } أي تعالوا إلينا ولا تحاربوا ودعوا محمداً لا تشهدوا معه الحرب { ولا يأتون البأس إلا قليلاً } يعني قليلاً من المنافقين يخرجون رياء وسمعة يحضرون بأنفسهم ويمنعون غيرهم { أشحة عليكم } بالمواساة بأنفسهم وأموالهم ، وقيل : كانوا يحضرون الوقعة للغنيمة كيلا يختص بها المؤمنون { فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك } في تلك الحالة كما ينظر المغشي عليه من معالجة سكرات الموت { فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد } قيل : جادلوكم مدحوا أنفسهم وذم غيرهم يقولون : نحن فعلنا كذا وضربنا بالسيف كذا ، ولم يفعلوا شيئاً من ذلك ، وقيل : خاصموكم طلباً للغنيمة وقت القسمة ويقولون : أعطونا وانا قد شهدنا معكم القتال ، وقيل : اطلقوا ألسنتهم بالمعاذير الكاذبة { أشحة على الخير } قيل : بخلاء الخير ، وقيل : يبخلون أن يتكلموا بكلام فيه خير كأنهم عند الخوف أخير القوم وعند القسمة أبخل القوم { أولئك لم يؤمنوا } كما آمن غيرهم بالخير { فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيراً } هيّناً { يحسبون الأحزاب لم يذهبوا } أي ظنّ المنافقون أن جماعات قريش وغطفان وغيرهم من اليهود والذين تحزبوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يذهبوا ولم ينصرفوا ، وإنما ظنوا ذلك لشدة خبثهم وقلَّة إيمانهم وقد انهزموا بالريح { وإن يأت الأحزاب } أي رجعوا مرة ثانية { يودوا لو أنهم بادون في الأعراب } أي كانوا بالبادية مع الأعراب ولم يشهدوا هذا المقام لكراهة الجهاد { يسألون عن أنبائكم } أي عن أخباركم ، قيل : يسأل بعضهم بعضاً : { ولو كانوا فيكم } يعني المنافقين { ما قاتلوا إلا قليلاً } منهم يراؤون بأنهم فيكم وقصدهم الغنيمة .