Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 31-38)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن } قيل : إن قريشاً بعثوا إلى رؤساء اليهود فسألوهم عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأنكرت اليهود نبوته وقالوا : لن نؤمن بهذا القرآن فنزلت الآية ، وقيل : نزلت في مشركي قريش ، وقوله : { لن نؤمن بهذا القرآن } أي لم نصدق أنه من الله وأنه حق { ولا بالذي بين يديه } قيل : من الكتب المنزلة ، وقيل : الذي بين يديه الآخرة وما دل عليه البعث والجزاء { ولو ترى } يا محمد { إذ الظالمون } الذين ظلموا أنفسهم بالكفر ، وقيل : ظلموا الرسول بالتكذيب ، يعني لو ترى حالهم في الآخرة لرأيت العجب { موقوفون عند ربهم } أي محبوسون ، ومعنى عند ربهم أي في الموضع الذي يحكم فيه بينهم { يرجع بعضهم إلى بعض القول } يعني يتلاومون ويرد كلّ واحد القول على صاحبه { يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا } للرؤساء والمتبوعين من علماء السوء والقادة { لولا أنتم لكنا مؤمنين } أي لولا مكانكم ودعاءكم إيانا لكنا مؤمنين حين دعوهم إلى الكفر فقبلوا تقليداً ، وقيل : بل منعوهم من الايمان بالقهر { قال الذين استكبروا } والمتبوعين مجيبين { للذين استضعفوا } الاتباع { أنحن صددناكم } يعني أنحن منعناكم { عن الهدى } وهو الاسلام { بعد إذ جاءكم } على لسان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { بل كنتم مجرمين } كافرين لاختياركم لقولنا { وقال الذين استضعفوا } { بل مكر الليل والنهار } قيل : مكركم في الليل والنهار ، أو حملكم إيانا على الشرك واتخاذكم الانداد ، ثم بيَّن ما دعوهم إليه فقال سبحانه : { إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداً وأسروا الندامة } قيل : أخفوا الندامة في أنفسهم خوف الفضيحة ، وقيل : أظهروا الندامة وهو يرجع إلى الجميع الاتباع والمتبوعين { لما رأوا العذاب } أي عاينوه { وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا } يعني فغلّ أيديهم إلى أعناقهم { هل يجزون } بما فعل بهم { إلا ما كانوا يعملون } من الكفر والمعاصي { وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها } رؤساؤها وأغنياؤها الذين بطروا { إنا بما أرسلتم به كافرون } { وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً } ولو لم يرض بما نحن عليه من الدين ما أعطانا ذلك { وما نحن بمعذبين } كما يقول البعث ، وقيل : لا يعذبنا إذ لو أردنا إلا الآخرة لأعطانا مثل ما أعطانا في الدنيا من النعم { قل } يا محمد مجيباً لهم : { إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أي يوسع لمن يشاء ويضيق على من يشاء بحسب المصلحة { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } ذلك ، وروى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اللهم من عصاني فأكثر ماله وولده واجعل رزق محمد الكفاف " وقيل : كانوا يتفاخرون بالمال { وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى } أي لا يغرنكم ثواب الله ورضائه كثرة أموالكم وأولادكم ، والزلفى القربى { إلا من آمن } إلا بمعنى لكن الذي يقرب من ثوابه من آمن { وعمل صالحاً } وهو استثناء ، والمعنى أن الأموال لا تقرب أحد إلا المؤمن الصالح الذي ينفقها في سبيل الله { فأولئك لهم جزاء الضعف } أي جزاء الأضعاف بقوله : { فله عشر أمثالها } [ الأنعام : 160 ] { بما عملوا وهم في الغرفات آمنون } قيل : القصور آمنون من زوالها ومن كل ما يخاف { والذين يسعون في آياتنا معاجزين } أي حججنا ، قيل : يسعون في منع الناس عن الايمان معاجزين ، قرأ ابن كثير وأبو عمرو معجزين بغير ألف وتشديد الجيم ، وقرأ الباقون بالألف ، قيل : معاجزين للأنبياء والمؤمنين { أولئك في العذاب محضرون } أي يحضرون العذاب ، وقيل : أراد الاتباع والمتبوعين .