Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 6-11)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ويرى الذين أوتوا العلم } أعطوا العلم قيل : هو أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : من آمن من علماء أهل الكتاب كعبد الله بن سلام ، وقيل : كل من أوتي العلم إلى يوم القيامة ، وقيل : هم علماء التوحيد والعدل { الذي أنزل إليك } أي يعلمون أنه { الحق } وهو القرآن { ويهدي } يعلمون أنه حق ويعلمون أنه يهدي { إلى صراط العزيز } القادر { الحميد } المحمود والصراط قيل : هو دين الإِسلام { وقال الذين كفروا } القادة والاتباع متعجبين منه : { هل ندلكم على رجل } يعنون محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { ينبئكم } يخبركم { إذا مزّقتم كل ممزّق } بليتم وتفرق أجزاؤكم وتقطع أوصالكم وصرتم تراباً ، كل ممزق يعنون تفريقاً عظيماً { إنكم لفي خلق جديد } أي تعودون أحياء كما كنتم { أفترى على الله كذباً } قيل : هو من كلام المتبوعين أيضاً قالوه معجبين ، وقيل : هو من كلام الاتباع جواباً لهم { أم به جِنّة } أو مجنون لا يدري { بل } الكفار { الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب } أي يصيرون إلى العذاب { والضلال البعيد } يعني بعيد عن الحق { أفلم يروا } أفلم ينظروا { إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض } ألم يروا أن السماء محفوظة بهم والأرض ، وأنهما حيثما كانوا وأينما ساروا أمامهم وخلفهم محيطتان بهم لا يقدروا أن ينفذوا من أقطارها وان يخرجوا عما هم فيه من ملكوت الله ، وقيل : بالسماء والأرض أنعم عليهم أفلا يدبرون { إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفاً من السماء } لتكذيبهم بالآيات وكفرهم بالرسول وبما جاء به كما فعل بقارون وأصحاب الأيكة { إن في ذلك } النظر إلى السماء والأرض والفكر فيهما وما يدلان عليه من قدرة الله { لآية } دلالة { لكل عبد منيب } وهو الرجع إلى ربه المطيع له تائب من ذنوبه { ولقد آتينا داوود منا فضلاً } أي أعطيناه فضلاً ، والمراد أنا فضلناه على غيره بما أعطيناه من النبوة والكتاب وهو الزبور والمعجزات الظاهرات { يا جبال أوبي معه } وقلنا : يا جبال أوبي من التأويب والأوب أي رجعي معه التسبيح ، ومعنى تسبيح الجبال أن الله سبحانه خلق فيها تسبيحاً كما خلق الكلام في الشجر فسمع منها كما يسمع من المسبح معجزة لداوود ( عليه السلام ) { والطير } بأصواتها ، قال جار الله : والذي ذكره الحاكم قال معناه يا جبال أوبي معه أي سخرنا الجبال له وسهلناها فلا يصعب عليه ما يريده منها من قطع وغيره لأنه ليس بحيّ مخاطب ، وقيل : كانت الجبال تسبح إذا سبح ، عن ابن عباس : أي رجعي معه بالتسبيح ، وقيل : إذا قرأ الزبور بصوت حزين والطير تعظيماً لقراءته ، وهذا يحتمل أن الله خلق ذلك فيها معجزة لداوود { وألنّا له الحديد } وجعلناه له لينا كالطين والعجين والشمع يصرفه كيف شاء من غير نار ولا ضرب بمطرقة { ان اعمل سابغات } وهي الدروع الواسعة الصافية ، وهو أول من اتخذها ، وكان يأكل من كسب يده ، وروي أنه كان يبيع الواحد بأربعة آلاف { وقدّر في السرد } في نظم الحلق والسرد حلق الدرع ، وقيل : السابغات الدروع والسرد الإِرسال والله أعلم { واعملوا صالحاً } أي قلنا لهم اعملوا { إني بما تعملون بصير } فمجازيكم به .