Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 29-35)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة } يعني يتلون كتاب الله يداومون على تلاوته وعن مطرف ( رحمه الله ) هي آية ، وعن الكلبي : يأخذون بما فيه ، وقيل : يعملون بما فيه ويعملون به ، وعن السدي : هم أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : هم المؤمنون { وأنفقوا مما رزقناهم } قيل : على سبيل الخير { سرّاً وعلانيةً } قيل : السر التطوع والعلانية الفريضة { يرجون تجارة لن تبور } وللتجارة طلب الثواب بالطاعة { ليوفيهم أجورهم } وهي ما استحقوه من الثواب { ويزيدهم } التفضيل على المستحق { إنه غفور } لمن استغفر { شكور } لمن عمل بطاعته { والذي أوحينا إليك } يا محمد { من الكتاب } وهو القرآن { مصدقاً لما بين يديه } قيل : مصدق الكتب الذي بين يديه ، أو أراد القيامة { إن الله بعباده لخبير بصير } أي عالم بمصالحهم وأعمالهم فيجازيهم { ثم أورثنا الكتاب } أعطينا ، وقيل : هو القرآن لأمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : هو التوراة وسائر الكتب أعطاها الله الأنبياء عن أبي علي { الذين اصطفينا } اخترنا { من عبادنا } قيل : هم الأنبياء اختارهم الله تعالى ، وقيل : هم أمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : هم علماء هذه الأمة كما روي : " العلماء ورثة الأنبياء " { فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات } قيل : الكناية تعود إلى العباد فمنهم ظالم لنفسه مستحق النار مصرٌ على الذنب ، والمقتصد : المؤمن المستحق للجنة ، والسابق هم الذين سبقوا مع الأنبياء ، ونظير هذه الآية قوله في الواقعة : { وكنتم أزواجاً } [ الواقعة : 7 ] وهذا قول أبي علي ، فعلى هذا فريقان ناجيان وفرقة هالكة ، وروي نحوه عن ابن عباس ، وقيل : أراد بالمصطفين آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين والله أعلم ، قال الهادي ( عليه السلام ) في تفسيره : المراد بالآية { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا } إلى آخرها قال : هم آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاختارهم لأبيهم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم ميّزهم وأخبر الخلق بصفتهم لكيلا يبقى حجة عليه ولئلا يعطى طاغي على مؤمنهم بفسق فاسقهم فقال : فمنهم ظالم لنفسه وهو فاسق آل محمد ، ومقتصدهم أهل الدين والورع ، ومنهم سابق بالخيرات أئمة آل محمد ( عليهم السلام ) ، وقيل : ظالم لنفسه بالصغائر ، ومقتصد بالطاعة ، وسابق بالخيرات في الدرجة العليا ، " وروي عنه أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تلا هذه الآية فقال : " كلكم في الجنة " { جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير } قيل : الديباج ، وقيل : أي إذا دخلوا الجنة { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } قيل : حزن الدنيا ، وقيل : الموت والحشر وأهوالها ، وقيل : حزن الدنيا والمعاش والمصائب والأوجاع { إن ربنا لغفور شكور } يعطي المحسن جزيل الثواب { الذي أحلنا دار المقامة } أي الإِقامة لأنهم يقيمون فيها دائماً { من فضله } من نعمته { لا يمسنا فيها نصب } تعب { ولا يمسنا فيها لغوب } .