Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 36-41)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضي عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور } { وهم يصطرخون فيها } أي يستغيثون بصوت عالٍ لما نالهم من العذاب يقولون : { ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل } في الدنيا ، فيقول الله مجيباً لهم : { أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر } أي لسنا أبقيناكم وعمرناكم مدة طويلة قيل : أربعون سنة ، وقيل : ستون عن ابن عباس ، وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أكثر أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين " { وجاءكم النذير } قيل : هو النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم عن ابن عباس وأبي علي وجماعة ، وقيل : القرآن ، وقيل : هو الشيب ، وروي في العجائب والغرائب أن النذير هو العقل { فذوقوا } العذاب { فما للظالمين من نصير } { إن الله عالم غيب السماوات والأرض } أي اتقوا معاصيه فإنه عالم بجميع ذلك وبما في الصدور فيجازيكم به { هو الذي جعلكم خلائف } يا أمة محمد { فمن كفر فعليه كفره } أي يعود وباله وضرره عليه { ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتاً } وهو أشد البغض ، وقيل : عذاباً { ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خساراً } قيل : هلاكاً { قل } يا محمد أو أيها السامع لهؤلاء الكفار { أرأيتم شركاءكم الذين } أشركتموهم في أموالكم وهي الأوثان ، وقيل : أشركتموهم في العبادة { الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض } حتى يستحق على ذلك الشرك في الإِلهيَّة ، وقيل : ما خلقوا في الأرض من شيء أم لهم مع الله شريك في خلق السماوات { أم آتيناهم كتاباً } يدل على ما هم عليه { فهم على بينة منه } أي حجة ، يعني لا دليل لهم عقلاً ولا سمعاً وإنما اعتقدوا تقليداً { بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضاً إلا غروراً } يعني أن ذلك منهم غروراً ، وهو قولهم : إن هؤلاء شفعاؤنا عند الله { إن الله يمسك السماوات والأرض ان تزولا } كراهة أن تزولا ، أي يمنعهما من أن تزولا لأن الإِمساك منع { إنه كان حليماً غفوراً } غير معاجل بالعقوبة .