Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 68-76)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ومن نعمره ننكسه في الخلق } أي نطيل عمره فيصير إلى حال الهرم ، وقيل : يصير بعد القوة إلى الضعف ومن بعد الزيادة إلى النقصان ، يعني ينقل من حال إلى حال { أفلا يعقلون } تدبرون وإن من قدر على ذلك قدر على الإِعادة { وما علمناه الشعر } وكانوا يقولون لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شاعر ، وروي أن القائل عقبة بن أبي معيط ، وما علمناه بتعليم القرآن الشعر على معنى ، أن القرآن ليس بشعر وما هو من الشعر وأين المعاني التي ينتجها الشعراء من معانيه ؟ وأين نظم كلامه من كلامه ؟ { وما ينبغي له } أي وما يقوله من عند نفسه { إن هو } يعني القرآن المنزل { إلاَّ ذكر } لأن فيه ذكر الله تعالى وذكر الثواب والعقاب والأحكام وما بيّن إلا قرآن كتاب سماوي { لينذر } قوماً بالتاء خطاب للرسول وبالياء ، وقيل : القرآن { لينذر من كان حيَّاً } أي عاقلاً يتأمل الحق { ويحق القول على الكافرين } { أولم يروا أنا خلقنا لهم } أي لمنافعهم { مما عملت أيدينا } أي خلقناه نحن { أنعاماً فهم لها مالكون } ولو لم نخلقها ما ملكوها ولما انتفعوا بها فمن منافعهم أصوافها وألبانها ولحومها وجلودها وركوبها إلى غير ذلك من المنافع { وذلّلناها لهم } أي سخّرناها حتى صارت منقادة لهم { فمنها ركوبهم ومنها يأكلون } أي ركوبهم يركبون من غير امتناع وهو الإِبل فيأكلون الجميع من لحومها وألبانها { ولهم فيها منافع } من أصوافها وأشعارها وأولادها { ومشارب } من ألبانها { أفلا يشكرون } هذه النعمة { واتخذوا من دون الله آلهة } يعني هؤلاء الكفار اتخذوا إلهاً غيره وهو الأوثان { لعلّهم ينصرون } أي ينصروهم من عذاب الله { لا يستطيعون نصرهم } أي لا يقدرون لأنها جماد { وهم لهم جند محضرون } أي يغضبون في الدنيا الأوثان ، وقيل : هم لهم جند في الدنيا محضرون في القيامة ، وقيل : يجمعون في النار { فلا يحزنك قولهم } أي تكذيبهم وكفرهم بك ، وقيل : قولهم في القرآن ان شعرٌ أو سحرٌ { إنا نعلم ما يسرّون وما يعلنون } أي ما يفعلون ظاهراً وباطناً .