Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 53-67)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إن كانت إلا صيحة واحدة } ، قيل : النفخة { فإذا هم جميع لدينا محضرون } أي في موضع الجزاء والحساب { فاليوم لا تظلم نفس شيئاً } أي لا يبخس أحد حقه { ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون } أي يجزى كل أحد بعمله { إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون } كناية عن افتضاض الأبكار ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : " أهل الجنة كلما جامعوا نساءهم عدن أبكاراً " ، وقيل : هم في شغل التناول كل لذة من المنزل والفرش والخدم والجواري والغلمان والفاكهة وغير ذلك ، وقوله : { فاكهون } فرحون ، وقيل : عجبون { هم وأزواجهم } نساؤهم في الدنيا ، وقيل : في الآخرة من المسلمات ، وقيل : الحور العين { في ظلال } جمع ظل { على الأرائك } جمع أريكة وهي السرر { متكئون } يعني جلستهم جلسة الملوك { لهم فيها فاكهة ولهم ما يدّعون } ما يشاؤون ، وقيل : إذا دعوا شيئاً من نعيم الجنة أتاهم { سلامٌ قولاً من رب رحيم } وهو السلامة والأمن من ربهم { وامتازوا اليوم أيها المجرمون } أي يقال لهم للمجرمين امتازوا { ألم أعهد إليكم } اليوم ، يعني ألم آمركم على ألْسِنَة الرسل في الكتب المنزلة ؟ قال جار الله : العهد الوصية ، وعهد الله اليهم ما ركزه فيهم من أدلة العقل وأنزل عليهم من دلائل السمع { أن لا تعبدوا الشيطان } وعبادة الشيطان طاعته فيما يوسوس به اليهم { وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم } أي طريق مستوي أي تؤديكم إلى الجنة { ولقد أضل منكم جبلاً كثيراً } ، قيل : خلقاً كثيراً { أفلم تكونوا تعقلون } أي هلا استعملتم عقولكم ؟ { هذه جهنم التي كنتم توعدون } { اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون } أي جزاء على كفركم { اليوم نختم على أفواههم } بمعنى نمنعهم من الكلام { وتكلّمنا أيديهم } بما عملوا { وتشهد أرجلهم } بما كسبوا { ولو نشاء لطمسنا على أعينهم } أي محونا على أعينهم فأعميناهم قيل : أعميناهم عن الهدى ، وقيل : عمياً يرددون { فاستبقوا الصراط } أي طلبوا الطريق إلى مقاصدهم فلم يهتدوا ، وقيل : طلبوا طريق الحق وقد عموا منه { فأنى يبصرون } أي فكيف يبصرون { ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم } أي لو نشاء لعذبناهم بأن أقعدناهم في منازلهم ممسوخين قردةً وخنازير ، والمكانة والمكان واحد كالمقامة والمقام ، وقيل : حجارة ، وقيل : لو نشاء لجعلناهم مبعدين { فما استطاعوا مضياً ولا يرجعون } المضي التقدم ، والرجوع التأخير ، وقيل : لا يستطيعون الرجوع إلى ما كانوا فيه وعليه .