Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 139-157)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإن يونس لمن المرسلين } { إذ أبق إلى الفلك المشحون } { فساهم } ، ويقال : أسهم القوم إذا قرعوا ، يعني ألقوا السهام ، والفلك المشحون السفينة المملوءة بالناس وغيرهم ، واختلفوا في سببه فقيل أشرفوا على الغرق فرأوا أن طرح واحد لم يغرق الباقون ، وقيل : رأوا حوتاً تعرض لهم فقالوا فينا مذنب ، وقيل : احتبست السفينة ، وروي أنه حين ركب السفينة وقفت فاقترعوا ووقعت القرعة على يونس ثلاث مرات فقال : أنا العبد الآبق وألقى نفسه في البحر ، وقيل : أكرهوه وألقوه في البحر { فكان من المدحضين } المغلوب المقروع { فالتقمه الحوت وهو مليم } داخل في الملامة { فلولا أنه كان من المسبحين } من الذاكرين الله كثيراً بالتسبيح والتقديس ، وقيل : هو قوله في بطن الحوت { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } [ الأنبياء : 87 ] ، وقيل : من المصلين ، وعن ابن عباس : كل تسبيح في القرآن فهو صلاة ، وقيل : من المطيعين ، وقيل : من العابدين { للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } الظاهر لبثه فيه حيَّاً إلى يوم البعث ، وعن قتادة : لكان بطن الحوت له قبراً إلى يوم القيامة ، وروي أنه حين ابتلعه أوحى الله إلى الحوت اني جعلت بطنك له سجناً ولم أجعله لك طعاماً ، واختلفوا في مقدار لبثه فعن الكلبي : أربعون يوماً ، وعن الضحاك : عشرون ، وقيل : سبعة أيام ، وعن بعضهم : ثلاثة أيام ، وعن الحسن : لم يلبث إلا قليلاً ، ثم أخرج من بطنه بعد الوقت الذي التقم فيه ، وروي أن الحوت سار مع السفينة رافعاً رأسه يتنفس ويونس يسبح ولم يفارقهم حتى انتهوا إلى البرية فلفظه سالماً لم يتغير منه شيئاً قط ، وروي أن الحوت لفظه بساحل قرية الموصل { فنبذناه بالعراء } العراء المكان الخالي لا شجر ولا شيء يغطيه ، وروي أنه عاد بدنه كبدن الصبي حين يولد { وهو سقيم } ضعيف { وأنبتنا عليه شجرة من يقطين } ، قيل : هو كل ما يسجد على وجه الأرض ولا يقوم على ساقه كشجرة البطيخ والحنظل ، " وقيل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنك تحبّ القرع ، قال : " أجل هي شجرة أخي يونس " ، وقيل : هي شجرة الموز ، وقيل : كان يستظل بالشجرة وكانت وعلة تختلف اليه فشرب من لبنها ، وروي أنه مرّ زمان على الشجرة فيبست فبكا جزعاً ، فأوحي اليه : بكيت على شجرة ولم تبكي على مائة ألف في يد الكفار ؟ وقوله : { وأرسلناه إلى مائة ألف } المراد به ما سبق من إرساله إلى قومه ، وقيل : هو إرسال ثان بعد ما جرى عليه إلى الأولين وإلى غيرهم { أو يزيدون } في مرأى الناظر إذا رآهم الرائي قال : هم مائة ألف أو أكثر ، والغرض الوصف بالكثرة ، ولا يجوز أن يكون أو يزيدون عطف على قوله مائة ألف لأنه فعل والتقدير إلى مائة وجماعة يزيدون على مائة ألف أو يزيدون والايهام في حق المخاطبين ، وقرئ ويزيدون { فآمنوا فمتعناهم إلى حين } إلى أجل مسمى { فاستفتهم } الآية نزلت في قريش وكانوا يقولون : الملائكة بنات الله ، يعني سلهم يا محمد وإنما هو سؤال إنكار وتوبيخ { ألربك البنات ولهم البنون } يعني كيف اخترتم لأنفسكم البنين وأضفتم البنات إلى الله { أم خلقنا الملائكة إناثاً وهم شاهدون } يعني اشهدوا خلقهم فعلموا أنهم اناث ، قال سبحانه : { ألا إنهم من إفكهم ليقولون } { ولد الله وإنهم لكاذبون } في ذلك ، تعالى الله عمَّا يقولون علوَّاً كبيراً { أم لكم سلطان مبين } أي حجة نزلت عليكم من السماء ، وخبر بأن الملائكة بنات الله { فأتوا بكتابكم } الذي أنزل عليكم في ذلك { إن كنتم صادقين } وهذه الآيات صادرة عن سخط عظيم وإنكار فظيع .