Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 27-34)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً } والباطل ما لا يكون فيه غرض صحيح { ذلك ظن الذين كفروا } أي خلقهما للعبث لا للحكمة { فويل للذين كفروا من النار } { أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات } الآية { كتاب أنزلناه إليك } يعني القرآن { مبارك } لما فيه من منافع الدين والدنيا { ليدّبروا آياته } يعني ليفكروا فيها ، والتأمل الذي يؤدي إلى معرفة ما يدبر ظاهرها من التأويلات الصحيحة والمعاني الحسنة ، وعن الحسن : قد قرأ هذا القرآن عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله حفظوا حروفه وضيّعوا حدوده { وليتذكر أولوا الألباب } يعني أولوا العقول ، ثم عطف على داوود حديث ابنه سليمان فقال سبحانه : { ووهبنا لداوود سليمان } أي أعطينا داوود سليمان { نعم العبد } كناية عن سليمان لأنه أقرب المذكورين ، وقيل : كناية عن داوود { إنه أواب } الى طاعة الله سبحانه { إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد } الواقعات على ثلاث قوائم ، وقيل : أن ترفع أحد يديها حتى تكون على طرف ، وروي أن سليمان ( عليه السلام ) غزا أهل دمشق فأصاب ألف فرس ، وقيل : ورثها من أبيه وأصابها أبوه من العمالقة ، وقيل : خرجت من البحر لها أجنحة ، فقعد يوماً بعدما صلى الأولى على كرسيه واستعرضها ، فلم تزل تعرض عليه حتى غربت الشمس وغفل عن العصر وعن ورده ومن الذكر كان له وقت العشي وتهيبوه فلم يعلموه ، واغتم لما فاته فاستردها وعقرها تقرباً لله وبقي مائة ، فما في أيدي الناس من الجياد فمن نسلها ، وقيل : لما عقرها أبدله الله خيراً منها وهي الريح تجري بأمره ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة " ، وقال في زيد الخيل حين قدم عليه { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي } يعني أحببت حب الخيل ، وقيل : أراد بالخير المال ، عن ذكر ربي أي عن صلاة العصر عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال أبو علي : كانت صلاة العصر لم تكن مفروضة فاشتغل عنها بالخيل ، وقيل : كانت صلاة منذورة { حتى توارت بالحجاب } ، قيل : توارت الشمس بالحجاب ، يعني غربت { ردّوها علي } الهاء كناية عن الخيل عن أكثر المفسرين ، وقيل : كناية عن الشمس يعني سأل الله أن يردها عليه فردت حتى صلى { فطفق مسحاً بالسوق والأعناق } ، قيل : عقرها بالسيف ، وقيل : جعل يمسح أعناق الخيل والأعقاب { ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً } روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " قال سليمان : لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كل واحدة تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله ، ولم يقل ان شاء الله ، فطاف عليهن فلم تحمل إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل فألقته على كرسيه بين يديه ، فلو قال : ان شاء الله كان كما قال " ، وكان الابتلاء لأجل الاستثناء ، والجسد هو نصف الولد ، وقيل : بل ولد له ولداً ميتاً بلا روح فألقي على سريره ، وقيل : امتحنه بمرض شديد ومرض على كرسيه ، وأما ما يرووا من حديث الخاتم والشيطان وعبادة الوثن في بيت سليمان قال جار الله : فالله أعلم بصحته ، والذي ذكره في الحاكم في تفسير الطرسشس أن هذا من كلام الحسوتة ولا يجوز على سليمان ذلك { ثم أناب } أي رجع إلى الله .