Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 20-26)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وشددنا ملكه } قوَّيناه بالجنود والهيبة وكثرة العدد ، وعن ابن عباس : كان أشد الملوك سلطاناً ، وقيل : كان يحرس محرابه كل ليلة ثلاثة وثلاثون ألف رجل ، وقيل : أربعون ألف ، والذي شدّ الله به ملكه وقذف في قلوب قومه الهيبة أن رجلاً ادعى على رجل بقرة وعجز عن إقامة البينة ، فأوحى الله اليه في المنام أن اقتل المدعى عليه فقال : هذا منام ، فأعيد الوحي عليه في اليقظة فأعلم الرجل فقال : إن الله لم يأخذني بهذا الذنب ولكن بأني قتلت اباه غيلةً فقتله ، فقال الناس : إن أذنب أحدٌ ذنباً أظهره الله عليه { وآتيناه الحكمة } ، قيل : كل كلام وافق الحق فهو حِكمة { وفصل الخطاب } المتميز بين الشيئين ، وعن علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) قوله : " البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه " وروي ان كان أهل زمان داوود يسأل بعضهم بعضاً أن ينزل أحدهم لصاحبه من امرأته فيتزوجها إذا أعجبته وكان لهم عادة في المواساة بذلك ، وروي أن الأنصار كانوا يواسون المهاجرين بمثل ذلك ، روي أن عين داوود وقعت على امرأة رجل يقال له أوريا فأحبها فسأله النزول منها فاستحيا وفعل وهي أم سليمان ، فقيل له : في عظم منزلتك لم يكن ينبغي لك أن تسأل رجلاً ليس له إلا امرأة واحدة النزول عنها ، وقيل : خطبها أوريا ثم خطبها داوود ، وكان ذنبه أن خطب على خطبة أخيه المؤمن فقال سبحانه : { وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب } أي إذا اتوا داوود من سواره محرابه قيل : هو مصلاه { إذ دخلوا } من غير إذن { قالوا لا تخف خصمان } يا داوود نحن خصمان ، وقيل : نحن خصمين ، وأكثر المفسرين أنهما ملكين ، وكان فزعه لأنهم دخلوا من غير إذن { بغا بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط } وهو مجاوزة الحد { واهدنا إلى سواء الصراط } أي وسط الطريق وهو الحق { إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة } تمثيلاً ، وكانا ملكين وقيل : أخي في الدين ، وقيل كانا أخوين من بني إسرائيل ، النعجة كناية عن الضِأن ، وقيل : كناية عن المرأة { فقال اكفلنيها } ملكنيها { وعزَّني في الخطاب } { قال لقد ظلمك } ، قيل : لما سمع الدعوى استعجل وقال : لقد ظلمك وكان ينبغي ألا يحكم بالظلم إلا بعد سماع كلامه فهذا كان ذنبه ، وقيل : إنه اعترف صاحبه فعند ذلك قال : لقد ظلمك { وإن كثيراً من الخلطاء } يعني من الشركاء { ليبغي } بطلب الزيادة يعترض { بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم } يعني هؤلاء { وظن داوود أنما فتناه } ، قيل : علم لما لم يؤاخذهما ، وقيل : أنه أخطأ بالقضاء على المدعى عليه ، وروي أن الخصم قال لداوود : أنت أحق بهذا عند أن قال لقد ظلمك { فاستغفر ربه } أي طلب المغفرة { وخرّ راكعاً } ، قيل : ساجداً لله { وأناب } أي تاب ورجع إلى مرضاة الله { فغفرنا له } يعني ما تقدم قيل : الصغيرة التي أتاها ويجوز أن يسأل المغفرة وإن كانت مغفورة { وإن له عندنا لزلفى } لقربى من رحمة الله ودرجات { وحسن مآب } أي حسن مرجع ، وعن علي ( عليه السلام ) : " من حدثكم بحديث داوود على ما يرويه القصاص جلدته مائة وسبعين " { يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض } ، قيل : خلف بمن مضى من الأنبياء في الدعاء إلى توحيد الله وعدله وشرائعه والحكم بين عباده { فاحكم بين الناس بالحق } أي افصل أمورهم { ولا تتبع } في أمورك { طريق الهوى } بل اتبع طريق الجنة { فيضلك عن سبيل الله } عن دين الله { إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب } .