Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 45-64)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب } ، قيل : اذكرهم بفضلهم وصبرهم لتسلك طريقهم { أولي الأيدي } أي ذو القوة على العباد { والأبصار } الفقه في الدين ، وقيل : أولوا العلم والعمل { إنا أخلصناهم } جعلناهم لنا خالصين { بخالصة ذكرى الدار } يعني ذكرهم الآخرة ورغبهم فيها وتزهيدهم في الدنيا كما هم ببيان الأنبياء ، وقيل : اخلصوا ذكر الله وأخلص الله قلوبهم لذكر دار الآخرة ، وقيل : ذكر الدار يعني ذكر الناس لهم بالثناء الحسن الذي ليس لغيرهم من أجل قيامهم بالنبوة { وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار } المختارين للنبوة الأخيار في الدنيا للمنزلة الرفيعة وفي الآخرة بالدرجة العظيمة { واذكر اسماعيل واليسع } أي يسع الحكمة والعلم ومعرفة الله تعالى { وذا الكفل } ، قيل : ذا الضعف من الثواب قال تعالى : { يؤتكم كفلين من رحمته } [ الحديد : 28 ] قيل : هو زكريا تكفل بأمرهم ، وقيل : هو حزقيل { وكل من الأخيار } وكلهم من الأخيار { هذا ذكر } أي هذا نوع من الذكر وهو القرآن ، وقيل : معناه هذا شرف وذكر جميل تذكرون به ، وعن ابن عباس : { هذا ذكر } من مضامن الأنبياء { وإن للمتقين } من يتقي المعاصي { لحسن مآب } مرجع وهو الجنة ، والمآب أحسن مكان ، فسَّره فقال : { جنّات عدن مفتحة لهم الأبواب } { متكئين فيها } يعني جالسين آمنين جلسة الملوك { يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب } { وعندهم قاصرات } قصرن أعينهن على أزواجهن { أتراب } ، قيل : أقران على سن واحد ليس فيهن عجوز { هذا ما توعدون ليوم الحساب } { إن هذا لرزقنا ما له من نفاد } أي انقطاع ، أي { هذا } الثواب للمتقين { وإن للطاغين } العصاة { لشر مآب } مرجع ولا مآب أشر من نار تلظى { جهنم يصلونها } أي يصيرون وقود جهنم { فبئس المهاد } أي بئس الفراش { هذا فليذوقوه حميم وغساق } ، قيل : هو القيح الذي يسيل منهم ، وقيل : هو عين في جهنم يسيل اليها كل ذات حُمَةٍ من حيات وعقارب ، وقيل : هو ما يسيل من دموعهم يسبقونه نعوذ بالله منه ونستجير { وآخر من شكله } أي من ضعف العذاب وجنسه في الشدَّة ، وقيل : هو الزمهرير ، وقيل : السلاسل والأغلال { أزواج } أجناس { هذا فوج } جماعة { مقتحم معكم } النار ، وهذه حكاية كلام الطاغين بعضهم مع بعض أي يقولون هذا ، والمراد الفوج اتباعهم الذين اقتحموا معهم الضلالة فيقحمون معهم العذاب { لا مرحباً بهم } دعا منهم على اتباعهم يقولون لمن دعا عليهم لا مرحبا أي لا رحباً من البلاد ، ونحو قوله تعالى : { كلما دخلت أمة لعنت أختها } [ الأعراف : 38 ] ، وقيل : هذا فوج مقتحم كلام الخزنة لرؤساء الكفار في اتباعهم لا مرحباً بهم ، فقالوا : النار كلام الرؤساء ، وقيل : هذا كله كلام الخزنة { قالوا } اي الاتباع { بل أنتم لا مرحبا بكم } يريدون الدعاء الذي دعوتم به علينا أنتم أحق به ، وعللوا بقولهم : { أنتم قدمتموه لنا } والصبر للعذاب أو لصلبهم { فبئس القرار } { قالوا } يعني الأتباع { ربنا من قدّم لنا هذا } من شرع لنا هذا وهم القادة والرؤساء { فزده عذاباً ضعفاً } على عذابنا { في النار } ، وقيل : حيات وأفاعي { وقالوا } يعني الكفار ، وقيل : صناديد قريش { ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار } مثل بلال وصهيب وعمار وغيرهم يعنون بذلك فقراء المسلمين { اتخذناهم سخرياً } وليسوا كذلك فلم يدخلوا النار { أم زاغت } أبصارنا عنهم وهم فيها ، وقيل : يجوز أنهم علموا أنهم استحقوا الثواب لإِيمانهم ولأنهم كانوا أعداء فلا بد من انصاف ، قالوا : معناه الآية أم بمعنى بل ، زاغت : مالت أبصارنا عنهم ولا شك أنهم في الجنة ، وقيل : بل هو خطاب الأتباع والقادة ، يعني أيا من كنتم تقولون أنهم أشرار وكنا نسخر منهم بقولكم { إن ذلك لحق تخاصم أهل النار } يعني تخاصمهم على ما تقدم من قولهم لا مرحباً بكم ، أو قولهم اتخذناهم سخريا .