Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 17-23)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها } الآية نزلت في زيد بن عمرو ، وورقة بن نوفل ، وأبي ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، وكانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلا الله ، والطاغوت الأوثان ، وقيل : الشيطان { وأنابوا إلى الله } أي رجعوا اليه وأخلصوا عبادته { لهم البشرى } في الدنيا والآخرة { فبشر عباد } { الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه } ، قيل : أحسنه طاعة الله ، وقيل : أحسنه يتبعون الناسخ دون المنسوخ ، وقيل : يتبعون القرآن لأنه أحسن الحديث { أولئك الذين هداهم الله } بالألطاف ، وقيل : هداهم إلى الجنة ، وقيل : حكم بهدايتهم { وأولئك هم أولو الألباب } أولو العقول { أفمن حق عليه كلمة العذاب } بكفره { أفأنت تنقذ من في النار } هذا نفي ، أي لا ينقذهم طهرك { لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف } أي منازل عالية أنشأها الله { من فوقها غرف } على بعضها فوق بعض { مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله } ذلك المتقين والله لا يخلف الميعاد { ألم تر } ألم تعلم { أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع } عيوناً { في الأرض } معناه أنزل من السماء ماء المطر ، وكل ما في الأرض فهو ينزل من السماء إلى الصخرة ثم يقسمه الله ، فسلكه وأدخله ويطعمه ، ينابيع في الأرض عيوناً ومسالك ومجاري كالعروق في الأجساد { ثم يخرج به زرعاً مختلفاً ألوانه } كالبرّ والشعير والذرة والسمسم ونحوه ، وقيل : من ألوان النبات أخضر وأصفر وأحمر وأبيض وأسود { ثم يهيج } يتم حفافه { فتراه مصفراً } بعد خضرته ؟ { ثم يجعله حطاماً } يابساً مكسراً { إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب } أي حجة للعاقل إذا تفكر فيها علم أن لها صانعاً { أفمن شرح الله صدره للإِسلام } الآية نزلت في عمار بن ياسر ، وقيل : نزلت في رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " وقرأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هذه الآية فقيل : يا رسول الله كيف شرح الصدر ؟ فقال : " إذا دخل النور القلب انفسح " ، فقيل : يا رسول الله فما علامة ذلك ؟ قال : " الإِنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والتأهب للموت قبل نزول الموت " { فهو على نورٍ من ربه } ، قيل : على دلالة وهدى من ربه { فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله } الآية نزلت في أبي جهل وأصحابه وقسوتهم أنهم ردوا الحق واعتقدوا الباطل { أولئك } يعني القاسية قلوبهم { في ضلال } عن الحق { مبين } وعن ابن مسعود وابن عباس : قالت الصحابة : حدثنا يا رسول الله ، فنزل : { الله نزل أحسن الحديث } سماه أحسن لأنه معجزة تشتمل على ما يحتاج إليه المكلف من التنبيه على أدلة التوحيد ، والعدل ، وبيان أحكام الشرائع والمواعظ ، والزواجر ، وقصص الأنبياء وأممهم ، والوعد والوعيد { كتاباً } هو القرآن سمي كتاباً لأنه يكتب { متشابهاً } لأنه يشبه بعضه بعض فلا تناقض فيه { مثاني } أي يثبت فيه القصص ، والأخبار ، وذكر الجنة والنار ، وقيل : لأنه بيّنا في التلاوة { تقشعر منه } أي تضطرب من القرآن إذا سمع ما فيه من الوعد والوعيد والاخبار { جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين } تطمئن بالايمان { جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله } تعالى { ذلك هدى الله } يعني القرآن { يهدي به من يشاء } وهم الذين آتاهم القرآن وهداهم به { ومن يضلل الله فما له من هاد } ، قيل : من يضل عن رحمة الله فلا هادي له ، وقيل : من يضلله عن زيادة الهدى والالطاف لأن الكفارة لا لطف لهم عنده ، وقيل : يحكم الله بضلالته ولا يحكم بهدايته أحدٌ ، وقيل : من يضلل الله عن طريق الجنة والثواب لا يهديه إليها أحدٌ ، ولا يجوز حمله على أنه يضل عن الدين لأنه قبيح فلا يجوز عليه تعالى .