Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 1-4)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تنزيل الكتاب } أي هذا القرآن المنزل تنزيل { من الله } أنزله فاعلموا أنه { العزيز } القادر الذي لا يمتنع عليه { الحكيم } الذي أحكمه لأنه يحكم أقواله وأفعاله ، وقيل : معناه العليم أنزله وهو عليم بما تقتضيه الحكمة { إنا أنزلنا إليك } يا محمد { الكتاب بالحق } لأن جميع ما فيه حق من الأخبار والأوامر والوعد والوعيد { فاعبد الله } وحده كما أمرتم { مخلصاً له الدين } بمعنى أخلصوا العبادة له لا تعبدوا غيره { ألا لله الدين الخالص } ، قيل : جميع العبادات خالصة له لا يستحقها إلا هو ، وعن قتادة : الدين الخالص شهادة أن لا إله إلا الله ، وعن الحسن : الاسلام { والذين اتخذوا من دونه أولياء } وهي الأصنام والملائكة وعيسى ، والمتخذ هم الكفرة { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ، قيل : كانوا إذا قيل لهم : من خلقكم وخلق السماوات والأرض ؟ قالوا : الله ، فإذا قيل : ما معنى عبادتكم الأوثان ؟ قالوا : يقربنا إلى الله زلفى يشفع لنا عند الله تعالى : { إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون } من أمر الدين فيثيب المحق ويعاقب المبطل { إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار } أي لا يهدي طريق النجاة ، وقيل : لا يحكم بالهداية لمن كان كافر { لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء } يعني لو أراد اتخاذ الولد لامتنع ولم يصح لكونه محالاً ولم يتأت إلا أن يصطفي من خلقه بعضه ويختصّهم ويقربهم كما يختص الرجل ولده ويقرّبه ، وقد فعل ذلك في الملائكة فافتتنتم به وغرّكم اختصاصه إياهم فزعمتم أنهم أولاده جهلاً منكم به ، كأنه قال : لو أراد اتخاذ الولد لم يزد على ما فعل من اصطفائه الملائكة وما شاء من خلقه ، إلاَّ أنكم لجهلكم حسبتم أنه اصطفاهم اتخذهم أولاداً فكنتم كافرين متتابعين بالافتراء على الله وملائكته { سبحانه } أي تنزيهاً له { هو الله الواحد القهار } فوق عباده بالقدرة .