Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 5-8)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ خلق السماوات والأرض بالحق } يعني إقامة الحق وعبادة الله والدلالة على وحدانيته { يكور الليل } التكوير اللف ، وقد يقال : كان العمامة على رأسه وكورها ، وقيل : يدخل أحدهما في الآخر بالزيادة والنقصان ، أو يأتي أحدهما خلف الآخر { وسخّر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى } قيل : هو قيام الساعة ، وقيل : هو المطلع والمغرب لكل واحد منهما وقت معلوم في الشتاء والصيف { ألا هو العزيز الغفار } مع قدرته على أخذكم لا يؤاخذكم ويغفر لكم إن تبتم { خلقكم } يا بني آدم { من نفس واحدة } وهو آدم لأنه أب البشر { ثم جعل منها زوجها } خلقها من ضلع من أضلاعه ، وقيل : من بقية طينته { وأنزل لكم من الأنعام } ، قيل : خلقها في الجنة ثم أنزلها { ثمانية أزواج } ذكراً وأنثى من الابل والبقر والضأن والمعز ، والزوج اسم لواحد معه آخر قال تعالى : { فجعل منه الزوجين } [ القيامة : 39 ] ، وقيل : أعطاكم الأنعام بأن خلقها لكم ، والإِعطاء بلفظ الإِنزال { يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق } حيواناً سويَّاً من بعد عظاماً مكسوة لحماً من بعد عظام عارية ، من بعد مضغ من بعد علق من بعد نطف { في ظلمات ثلاث } البطن والرحم والمشيَّة ، وقيل : الصلب والرحم والبطن { ذلكم الله } الذي هذه أفعاله هو الله { ربكم } { لا إله إلاَّ هو فأنَّى تصرفون } فكيف يعدل بكم عن عبادته إلى عبادة غيره { إن تكفروا فإن الله غني عنكم } وعن إيمانكم وإنكم المحتاجون إليه { ولا يرضى لعباده الكفر } رحمة لهم لأنه لا يوقعهم في الهلكة { وإن تشكروا يرضه لكم } أي يرضى لكم الشكر لأنه فلاحكم { ولا تزر وازرة وزر أخرى } أي لا يؤاخذ أحد بذنب آخر { ثم إلى ربكم مرجعكم } مصيركم { فينبئكم } يخبركم { بما كنتم تعملون } { انه عليم بذات الصدور } ثم بيَّن تعالى حال العصاة فقال سبحانه : { وإذا مسَّ الإِنسان ضرّ } أي ما يضره من المحن والشدائد في نفسه مخلصاً راجعاً اليه مستغيثاً به { ثمّ إذا خوّله } أعطاه نعمة منه { نسي ما كان يدعو إليه } أي نسي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه ، وقيل : نسي ربه الذي كان يتضرع إليه ويبتهل إليه { من قبل } يعني نسي في حال الرخاء ما كان يدعو في حال الضر والشدة { وجعل لله أنداداً } أي أشباهاً قيل : هي الأوثان { ليضل عن سبيله } عن طريق الجنة ، وقيل : يريد به إضلال الناس ، وقيل : يضل عن طريق الجنة واللام للعاقبة ، أي عاقبته أن يضل { قل } يا محمد لهؤلاء الكفار { تمتع بكفرك قليلاً } مدتكم في الدنيا ثم تموتون وتزول نعمتكم { إنك } إذ متّ كنت { من أصحاب النار } تعذب فيها دائماً .