Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 32-40)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فمن أظلم ممن كذب على الله } أي لا أحد أظلم ممن كذب على الله بأن أضاف إليه الولد ، أو أضاف اليه القبيح { وكذب بالصدق إذ جاءه } ، قيل : القرآن ، وقيل : الأنبياء والشرائع { أليس في جهنم مثوى } أي منزل ومقام { للكافرين } يعني جهنم مثواهم { والذي جاء بالصدق وصدق به } نزلت في رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : الذي جاء بالصدق النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والذي صدق به المؤمنون ، يعني جاء بالقرآن وصدقوا به وهو حجتهم في الدنيا والآخرة عن مجاهد وقتادة ومقاتل واحتجوا بقوله : { وأولئك هم المتقون } ، وقيل : الذي جاء بالصدق جبريل وصدق به محمد تلقاه بالقبول ذكر ذلك الحاكم ، قال جار الله : والذي جاء بالصدق وصدق به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جاء بالقرآن وآمن به وأراد به إياه ومن تبعه كما أراد بموسى إياه وقومه في قوله : { ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون } [ المؤمنون : 49 ] فلذلك قال : { أولئك هم المتقون } ، وفي قراءة ابن مسعود : والذي جاء بالصدق وصدقوا به أولئك هم المتقون ، اتقوا عذاب الله باتقاء معاصيه { لهم ما يشاؤون عند ربهم } أي ما شاؤوا من النعيم بوصاة الله اليهم { ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا } وإنما يصير مكفراً بالتوبة { ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون } أي يجازيهم إلى حسن أعمالهم { أليس الله بكاف عبده ويخوفونك } وذلك أن قريشاً قالت : إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا وإنا نخشى عليك معرتها ، يعني أن الله يعصمه من كل شيء ويدفع عنه كل بلاء في مواطن الخوف ، أوليس الله بكاف أنبياءه ، ولقد قالت أممهم نحو ذلك نحو قول قوم هود : { إن نقول الا اعتراك بعض آلهتنا بسوء } [ هود : 54 ] { ومن يضلل الله فما له من هاد } ، قيل : من لم يجده ضالاً فما له من هاد ما لم يهتد نفسه ، وقيل : من يضلل من طريق الجنة والثواب لا يهديه اليها أحد { ومن يهد الله فما له من مضل } ، وقيل : يحكم بهدايته ، وقيل : يهديه إلى طريق الجنة والثواب { أليس الله بعزيز ذي انتقام } استفهام ، والمراد التقرير ، يعني الله عز وجل عزيز قادر ينتقم من أعدائه { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله } فإذا اعترفوا قيل لهم : { أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضرٍ هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته } يعني لا يقدر على ذلك فكيف يعبدونهم ويخافونهم ولا يخافون خالق السماوات والأرض { قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون } ثم أوعدهم فقال سبحانه : { قل } يا محمد { اعملوا } وليس بأمرٍ وإنما هو تهديد { على مكانتكم } أي على ما أنتم عليه ، وقيل : على ما أنتم عليه من الاعتقاد { إني عامل } على ديني { فسوف تعلمون } إذا آتاكم عذاب الله { من يأتيه عذاب يخزيه } أي ستعلمون من يأتيه العذاب منا ومنكم { ويحل عليه عذاب مقيم } دائم للخزي والعذاب الأول في الدنيا .