Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 41-48)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنا أنزلنا عليك الكتاب بالحق فمن اهتدى } بالقرآن { فلنفسه } لأن نفعه يعود عليه { ومن ضل فإنما يضل عليها } حيث يعود وبال ضلاله عليه { وما أنت عليهم بوكيل } لتجبرهم على الهدى ، لأن التكليف مبني على الاختيار { الله يتوفى الأنفس حين موتها } يعني يقبضها عن التصرف ويمسكها ويحفظها حين موتها { والتي لم تمت في منامها } يريد ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها ، أي يتوفاها حين منامها ، وشبَّه النائمين بالموتى ، ومنه : { وهو الذي يتوفاكم بالليل } [ الأنعام : 60 ] حيث لا يميزون ولا يتصرفون والموتى كذلك { فيمسك } الأنفس { التي قضى عليها الموت } الحقيقي إلى يوم القيامة { ويرسل الأخرى } النائمة { إلى أجل مسمى } إلى وقت ضربه لموتها { إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } في الأدلة { أم اتخذوا من دون الله شفعاء } يعني اتخذوا وزعموا أنها تنفعهم [ تنفعكم ] وهن الأصنام { قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون } أنكم تعبدونها { قل لله الشفاعة جميعاً } أي هو مالكها فلا يستطيع أحد شفاعة إلا بإذنه { له ملك السماوات والأرض ثم اليه ترجعون } يوم القيامة فلا يكون الملك في ذلك اليوم إلا له تعالى : { وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة } ، قيل : نفرت ، وقيل : أنكرت { وإذا ذكر الذين من دونه } يعني الأوثان { إذا هم يستبشرون } يفرحون { قل } يا محمد { اللهم فاطر السماوات والأرض } أي خالقهما ابتدأ من غير شيء { عالم الغيب والشهادة } يعني ما غاب وما حضر ، وقيل : الموجود والمعدوم { أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون } في أمر دينهم ودنياهم ، وحكمه اثابة المؤمنين وعقوبة الظالمين وإنصاف المظلوم من الظالم قال سبحانه : { ولو أن للذين ظلموا } يعني ظلموا أنفسهم بالعصيان ، وقيل : ظلموا الناس { ما في الأرض جميعاً } من الأموال { ومثله معه لافتدوا به } أي جعلوا ذلك فداء لأنفسهم { من سوء العذاب يوم القيامة } أي أشده وسمي سوء لأنه يسوء صاحبه { وبدا لهم } أي ظهر لهم ما لم يكونوا يحتسبون ، يعني ظهر جزاء أعمالهم الذي ينزل بهم ما لم يكن في حسابهم في الدنيا ، وقيل : ظنوا أنها حسنات فبدت لهم سيئات { وبدا لهم سيئات ما كسبوا } أي سيئات أعمالهم التي كسبوها وسيئات كسبهم حين تعرض صحائفهم وكانت خافية عليهم كقوله : { أحصاه الله ونسوه } [ المجادلة : 6 ] ، وأراد بالسيئات أنواع العذاب التي يجازون بها على ما كسبوا فسماها سيئات ، كما قال : { وجزاء سيئة سيئة مثلها } [ الشورى : 40 ] { وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون } أي نزل بهم وأحاط بهم جزاء هزئهم لأنهم كانوا يستهزئون إذا ذكر عندهم البعث والنشور .