Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 67-72)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما قدروا الله حق قدره } أي ما عظموه حق تعظيمه ولا عرفوه حق معرفته إذ وصفوه بما لا يجوز عليه وعبدوا معه غيره { والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة } يعني الأرض مقدورة فيتصرف كيف يشاء كالذي يقبض عليه القابض ، وقيل : خص يوم القيامة لأنه المالك خاصة وقد يملك في الدنيا غيره { والسماوات مطويّات بيمينه } مجموعات مطويات مع كبرها يعني بيمينه قيل : بقدرته { ونفخ في الصور } ، قيل : هو بأن ينفخ فيه اسرافيل نفختان نفخةٌ يغشى عليهم ثم يموتون ويفني الله الأجسام ثم يحييهم { فصعق من في السماوات ومن في الأرض } ، قيل : مات ، وقيل : غشي عليه ، ثم يموتون بعد ذلك { إلا من شاء الله } فإنه لا يموت حتى يميته ، واختلفوا في الاستثناء قيل : صاحب الصور وجبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، وقيل : هم الشهداء ، وقيل : حملة العرش { ثم نفخ فيه أخرى } يعني نفخ في الصور نفخة أخرى { فإذا هم قيام } الخلق { ينظرون } من قبورهم إلى ما يروا أما المؤمن إلى النعم والمسار والعاصي إلى أنواع المضار { وأشرقت الأرض بنور ربّها } قال جار الله : قد استعار الله النور للخلق والقرآن والبرهان في مواضع من التنزيل ، وهذا من ذلك ، والمعنى { وأشرقت الأرض } بما يقيمه فيها من الحق والعدل فلا يبقى هناك ظلم ، وقيل : أضاءت بنور يخلقه الله لا يكون بنور شمس ولا قمر ، وأضاف النور إليه لأنه خلقه ، وقيل : المراد كثرة رحمته كما يقال : فلان نور هذه البلدة إذا كان منافع أهلها ومحاسنهم { ووضع الكتاب } يعني صحائف الأعمال كتبها الحفظة ، وقيل : اللوح المحفوظ { وجيء بالنبيين والشهداء } الذين يشهدون للأمم وعليهم من الحفظة والأخيار ، وقيل : المستشهدون في سبيل الله { وقضي بينهم بالحق } بالثواب للمؤمنين والعقاب للكافرين والانتصار للمظلوم من الظالم { وهم لا يُظلمون } { ووفيت كل نفسٍ } تمام حقها { وهو أعلم بما يفعلون } الحفظة والشهود وإنما أحضر الشهود ليظهر لأهل الجمع أحوالهم ويزداد سرور المؤمنين وحسرة الكافرين والأخبار عنه لطف للمكلفين ، ثم بيَّن تعالى جزاء الفريقين فقد فصل القضاء فقال سبحانه : { وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً } يساقون سوقاً عنيفاً ويسحبون على وجوههم في النار زمراً قيل : جماعات { حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها } ليدخلوها { وقال لهم خزنتها } على سبيل التوبيخ { ألم يأتكم رسل منكم } هو استفهام ، والمراد التقرير ، أي قد أتاكم رسل منكم { يتلون عليكم آيات ربكم } حججه ودليله على توحيده وعدله وسائر أحكامه وشرائعه { وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى } قد جاءنا الرسل { ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين } أي آيات الوعيد على من كفر بالله ونحن كفرنا فحق وعده علينا ، فيقول لهم الخزنة : { ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها } متفرقين على قدر الاستحقاق ، قال الحسن : سبعة أبواب لسبعة أصناف ، وقد قدمنا ما قالوا فيه { فبئس مثوى المتكبرين } يعني الذين تكبروا عن قبول الحق .