Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 162-170)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لكن الراسخون في العلم } الثابتون فيه المتقنون المستبصرون ، والآية نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه { منهم } أي من أهل الكتاب الذين علموا ما جاء به الأنبياء { والمؤمنون يؤمنون } يصدقون { بما أنزل إليك } من القرآن والشرائع إنه حق { وما أنزل من قبلك } من الكتب { والمقيمين الصلاة } هو صفة للراسخين على ما تقدم ، وقيل : هم غيرهم والمراد به الأنبياء ، وقيل : هم الملائكة ، وقيل : هم المؤمنون ، وإقامة الصلاة آداؤها بشرائطها { والمؤتون الزكاة } المعطون { والمؤمنون بالله } وحده من غير تشبيه { واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجراً عظيماً } أي ثواباً جزيلاً وهو الجنة جزاء بما عملوا { إنَّا أوحينا إليك } قيل : لما نزل قوله : { يسألك أهل الكتاب } [ النساء : 153 ] وما تقدم من ذمهم غضبوا وقالوا : { ما أنزل الله على بشر من شيء } [ الأنعام : 91 ] فأنزل الله تعالى هذه الآية وما بعدها { إنا أوحينا إليك } والأسباط هم أولاد يعقوب { وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبوراً } كتاباً يسمى زبوراً ، ثم أجمل تعالى ذكر الرسل بعد تسمية بعضهم فقال : { ورسلاً } أي أرسلنا { رسلاً قد قصصناهم عليك من قبل } أي حكينا لك أخبارهم هود وصالح وشعيب وموسى وعيسى وغيرهم ممن ذكر الله في القرآن { ورسلاً لم نقصصهم عليك } لم نحكِ أخبارهم لك لما كان مصلحة { وكلَّم الله موسى تكليماً } والمراد كلمة بغير واسطة رسلاً أي أرسلنا من سميناهم ومن أجملنا ذكرهم { رسلاً مبشِّرين } مخوفين بالعقاب { لئلا يكون للناس على الله حجة } يعني ولكن لا يحتج من كفر فيقولون لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك فقط هذا العذر { لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون } قيل : " أن جماعة من اليهود دخلوا على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال لهم : " والله إني أعلم أنكم تعلمون أني رسول الله " قالوا : ما نعلم ذلك ، فنزلت " ، وقيل : إن قريشاً قالت له : من يشهد لك بما تقول ؟ فنزلت { أنزله بعلمه } معناه : أنزله ملتبساً بعلمه الخالص الذي لا يعلمه غيره بالثقة على علم أو أسلوب يعجز عنه كل بليغ وصاحب بيان { إنّ الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً } أي لا يلطف بهم أو لا يهديهم يوم القيامة طريق { إلا طريق جهنم } التي استحقوها بأعمالهم ، وقيل : كفروا بالله وظلموا محمد بالتكذيب ، وقيل : كفروا بالله وظلموا بمحاربتهم عباد الله . { يأيها الناس } خطاب عام لجميع المكلفين { قد جاءكم الرسول } يعني محمد ( صلى الله عيه وآله وسلم ) { بالحق } يريد الاسلام { فآمنوا خيراً لكم } مما أنتم فيه من الكفر .