Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 19-22)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً } قيل : نزلت في اليتيمة تكون في حجر وليها فيتزوجها لمالها ويعزل فراشها وهو يتوقع وفاتها ليرثها ، وقيل : هو الرجل تكون تحته المرأة فيكره صحبتها ويضادها ليفتدي بمهرها فنهوا عن ذلك ، وقيل : كان الرجل إذا مات له قريبٌ من أخ أو حميم عن امرأة ألقى ثوبه عليها وقال : أنا أحقّ بها من كل أحد ، فقيل : { لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً } أي تأخذوهنَّ على سبيل الإرث ، وقيل : كان يمسكها حتى تموت { ولا تعضلوهنَّ } العضل : الحبس والتضييق ، وقيل : كان الرجل إذا تزوج امرأة ولم تصلح له حبسها مع سوء العشرة والقهر لتفتدي منه بمالها وتختلع فقيل : { لا تعضلوهنَّ لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلاَّ أن يأتين بفاحشة مبينةٍ } وهو النشوز وشكاسة الخلق ، وإيذاء زوجها فإن فعلت ذلك حل لزوجها أن يسألها الخلع ، وقيل : كانوا إذا أصابت امرأة فاحشة أخذ منها ما ساق إليها وأخرجها ، وعند قتادة : لا يحل أن يحبسها ضراراً حتى تفتدي منه يعني وإن زنت ، وعن الحسن : الفاحشة الزنا فإن فعلت حل لزوجها أن يسألها الخلع ، قوله تعالى : { فإن كرهتموهنَّ } لكراهة الأنفس فربما كرهت الأنفس ما هو الأصلح في الدين ، وكان الرجل إذا طمحت عينه إلى استطراق امرأة بهت التي هي تحته ورماها بالزنا حتى يُلجئها إلى الإِفتداء منه بما أعطاها ليصرفه إلى تزويج غيرها ، قوله تعالى : { وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج } الآية والقنطار المال العظيم من قنطرت الشيء إذا رفعته ، ومنه القنطرة لأنها بناء مشيَّد ، قال : @ كقنطرة الرومي أقسم ربها ليكتنفنّ حتى يشاد بقرمد @@ وعن عمر أنه قام خطيباً فقال : أيها الناس لا تغالوا بصداق النساء فلو كانت مكرمة في الدماء أو تقوى عند الله لكان أولاكم به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ما أصدق امرأة من نسائه أكثر من اثني عشر أوقيَّة ، فقامت إليه امرأة فقالت : يا أمير المؤمنين لم تمنعنا حقاً جعله الله لنا والله يقول : { وآتيتم إحداهن قنطاراً } فقال عمر : كل أحد اعلم من عمر ، قوله تعالى : { أتأخذونه بهتاناً } البهتان أن يستقبل الرجل بأمر قبيح كان يقذفه وهو يرى أنه يبهت عند ذلك أي يتحيَّر قوله تعالى : { وكيف تأخذونه } أي عجباً من فعلكم تأخذوا ذلك منهن { وقد أفضى بعضكم إلى بعض } قيل : المراد به الجماع كنى الله عنه ، وقيل : المراد به الخلوة الصحيحة { وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً } وصفه بالغلظ للقوة والعظمة ، وهو قول الولي : " أنكحك على ما في كتاب الله عزّ وجل من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان " ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " استوصوا بالنساء خيراً فإنهنَّ عوان في أيديكم " قوله تعالى : { ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء } الآية عن ابن عباس نزلت في امرأة أبي قيس وذلك أنه توفي أبو قيس وكان من صالح الأنصار فخطب ابنه قيس امرأة أبيه فقالت : إني أعدُّك ولداً وأنت من صالح قومك ولكني آتي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأتته وأخبرته فنزلت الآية .