Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 29-33)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } ما لم تبحه الشريعة من نحو السرقة والقمار وعقود الربا ، قوله تعالى : { إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم } يعني إلا أن يقع تجارة وخصَّ التجارة بالذكر لأن أسباب الرزق أكثرها متعلق بها والتراضي رضى المتبايعين بما تعاقدا عليه في حال البيع وقت الايجاب والقبول وهو مذهب أَبو حنيفة ، وعند الشافعي بفرقهما عن مجلس العقد متراضيين { ولا تقتلوا أنفسكم } يعني من كان من جنسكم من المؤمنين ، وعن الحسن : لا تقتلوا إخوانكم ولا يقتل الرجل نفسه كما يفعله بعض أهل الجاهليَّة ، وعن عمرو بن العاص أنه تأوّله في التيمم لخوف البرد فلم ينكر عليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقرأ علي ( عليه السلام ) ولا تقتلوا أنفسكم بالتشديد ، قوله تعالى : { ومن يفعل ذلك عُدوانا } إشارة إلى القتل ومن يقدم على قتل النفس ظلماً وعدواناً لا خطأً ولا اقتصاصاً { وكان ذلك على الله يسيراً } لأن الحكمة تدعو إليه ، قوله تعالى : { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه } وقرئ كثير ما تنهون عنه أي ما كبر من المعاصي التي ينهاكم الله والرسول عنها ، { نكفر عنكم سيئاتكم } أي ما تستحقونه من العقاب في كل وقت على صغائركم ونجعلها كأن لم تكن ، وقال علي ( عليه السلام ) : " الكبائر سبع : الشرك بالله ، والقتل ، والقذف ، والزنا ، ومال اليتيم ، والفرار من الزحف ، والتعرب بعد الهجرة " وزاد عمر : السحر ، واستحلال البيت الحرام ، وعن ابن عباس : أن رجلاً قال : الكبائر سبع قال : هي إلى سبعمائة ، وروي إلى سبعين ، وروي : " لا صغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع الاستغفار " قوله تعالى : { ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض } يعني من الجاه والمال لأن ذلك التفضيل قسمة من الله صادرة عن حسن وتدبير وعلم بأحوال العباد وبما يصلح المقسومُ له من بسط الرزق أو قبضه ، ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض فعلى كل أحد أن يرضى بما قُسِمَ له ، وروي أنها أتت وافدة النساء إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالت : رب الرجال والنساء واحدٌ وأنت رسول الله إلينا وإليهم وأبونا آدم وأمُّنا حوَّى فما بالنا يذكر الله الرجال ولا يذكر النساء فنزلت ، وروي أنها قالت : وقد سبقنا الرجال بالجهاد فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن للحامل منكن أجر الصائم القائم فإذا ضربها الطلق لم يدرِ أحدٌ ما لها من الأجر فإن أرضعت كان لها بكل مضغة أجر نفسٍ تحيها " قوله تعالى : { للرجال نصيب مما اكتسبوا } جعل ما قسَّم لكل واحد من الرجال والنساء على حسب ما عرف الله من حاله المُوجبة للبسط والقبض ، قوله تعالى : { واسألوا الله من فضله } ولا تتمنوا أنصباء غيركم من الفضل ، ولكن سلوا الله من خزائنه التي لا تنفد ، وقيل : كان الرجال قالوا : إن الله فضَّلنا على النساء في الدنيا لنا سهمان ولهنَّ سهمٌ واحدٌ فنرجو أن يكون لنا أجران في الآخرة على الأعمال فلهنَّ أجرٌ ، قالت أمُّ سلَمة ونسوة معها : ليت الله كتب علينا الجهاد كما كتب على الرجال فيكون لنا من الأجر مثل ما لهم ، قوله تعالى : { ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون } جعلنا موالي وراثاً يلونه ويُحرزونه { والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم } الآية نزلت في الذين آخا بينهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من المهاجرين حين قدم المدينة وكانوا يتوارثون بالمؤاخاة ثم نسخ ذلك بالفرائض .