Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 34-35)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { الرجال قوَّامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض } " وروي أن سعد بن الربيع نشزت عليه امرأته فلطمها فانطلق بها أبوها إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : افرشيه كريمتي فلطمها ورفع إليه الخبر فقال : " تقتصّ منه " فنزلت الآية فقال : " أردنا أمراً فأراد الله أمراً والذي أراد الله خير " ، ورفع القصاص واختلف في ذلك ، قيل : لا قصاص بين الرجل وامرأته فيما دون النفس ولو شجَّها لكن يجب العقل ، وقيل : لا قصاص إلا في الجراح والقتل وأما اللطمة ونحوها فلا { قانتات } مطيعات قائمات بما عليهنَّ للأزواج { حافظات للغيب } الغيب خلاف الشهادة أي حافظات لمواجيب الغيب إذا كان الأزواج غير شاهدين حفظهنَّ ما يجب عليهن حفظه في حال الغيبة من البيوت والفروج والأموال ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " خير النساء امرأة إن نظرت إليها سرتك وإن أمرتها أطاعتك وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالها " وتلا الآية قوله تعالى : { بما حفظ الله } قال جار الله : بما حفظهنَّ حين أوصى بهنَّ الأزواج في كتابه ، وأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : " استوصوا بالنساء خيراً " أو بما حفظهنَّ الله عصمهنَّ ووفقهنَّ لحفظ الغيب ، أو بما حفظهن حين وعدهنَّ الثواب الجزيل على حفظ الغيب وأوعدهنَّ العذاب الشديد على الخيانة { واللاتي تخافون نشوزهن } قيل : النشوز عصيان المرأة الزوج والاستعلاء عليه ، وأن لا تجيبه إلى فراشه ، أو تخرج من بيته بغير إذنه ، ذكره ابن عباس ، وقيل : إذا لم تطمئن عنده ، قوله تعالى : { فعظوهنَّ } أي رهبوهن بتقوى الله وطاعته وخوفه واستحقاق الوعيد في معصية الزوج ، وفي الحديث : " أيما امرأة عبدت عبادة مريم بنت عمران ولم يرض منها زوجها ما قبل الله منها وأدخلها النار مع المنافقين " { واهجروهنَّ في المضاجع } أي في المراقد ، أي لا تداخلوهنَّ تحت اللحف وهو كناية عن الجماع { واضربوهنَّ } أمر تعالى بوعظهن أولاً ثم بهجرهنَّ في المضاجع ثم بالضرب وقالوا : يجب أن يكون ضرباً غير مبرح لا يجرحها ولا يكسر لها عظماً ويتجنب الوجه ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " علق سوطك حيث يراه أهلك " قوله تعالى : { إن الله كان علياً كبيراً } فاحذروه واعلموا أن قدرته عليكم أعظم من قدرتكم على من تحت أيديكم ، قوله تعالى : { وإن خفتم شقاق بينهما } أي يفعل كلاهما ما يشق على صاحبه ، ويميل إلى شق غير شقه ، والموافقة والمساواة والتوفيق اللطف ، { فابعثوا حكماً } والحكم رجل يصلح للحكومة وإنما اختير من الأقارب لأنه أعرف ببواطن الأحوال ، وعن الحسن : يجمعان ولا يفرقان ، وعن الشعبي : ما قضى الحكمان جار { إن الله كان عليماً خبيراً } يعلم كيف يوافق بين المختلفين ويجمع بين المفترقين { لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألَّفت بين قلوبهم } [ الأنفال : 63 ] .