Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 34-39)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولقد جاءكم يوسف } يعني يوسف بن يعقوب { من قبل بالبينات } أي بالحجج والمعجزات ، أي قبل موسى ، وقيل : من قبل المؤمن ، وقيل : هو يوسف بن إبراهيم ، وقيل : أن فرعون موسى هو فرعون يوسف عَمّر إلى زمنه ، وقيل : هو فرعون آخر وبخهم بأن يوسف أتاهم بالمعجزات فشككتم فيها ولم تزالوا شاكين كافرين { حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً } حكماً من عند أنفسكم من غير برهان وتقدمة عزم منكم على تكذيب الرسل ، فإذا جاء رسول جحدتم وكذبتم بناء منكم على حكمكم الباطل ، وليس قولهم : { لن يبعث الله من بعده رسولاً } تصديق لرسالة يوسف ، فكيف وقد شكوا فيها وكفروا بها وإنما هو تكذيب لرسالته من بعده { كذلك } الكاف للتشبيه { يضل الله من هو مسرف } يعني أنهم لما كذبوا الرسل خذلهم الله فضلوا ، وإنما فعل ذلك لأن في معلومه أن ليس لهم لطف ، وقيل : كذلك يعاقب كل كافر ويضله عن طريق الجنة { مرتاب } شاك في دينه { الذين يجادلون في آيات الله } أي يخاصمون في حججه { بغير سلطان أتاهم } أي بغير حجة أتتهم في ذلك من الله { وعند الذين آمنوا } يعني أنه تعالى يبغض ذلك الفعل اليهم { كذلك يطبع الله } أي هكذا يعاقب والطبع علامة في القلب يتميز به الكافر من المؤمن { على كل قلب متكبر } من عباد الله { جبار } ، قيل : المتجبر الذي يأنف عن قبول الحق ، ثم بيَّن تعالى ما أمر به فرعون عند الانقطاع عن الحجة ، فقال سبحانه : { وقال فرعون يا هامان } ، قيل : هو وزيره وصاحب أمره { ابن لي صرحاً } ، قيل : قصراً عالياً ، وأمره بالصرح لا يخلو من وجهين : أحدهما أن يكون تمويهاً على العوام وليس له أن يتمكن من صعود السماوات ، وثانيها أن يكون من جهله اعتقاداً منه أنه يقدر على بلوغ السماء ، وفيه على كل حال جهل ، قال الحسن : إنما قال ذلك تمويهاً وكذباً وهو يعلم أن له إلهاً { لعلي أبلغ الأسباب } { أسباب السماوات } ، قيل : منازل السماوات ، وقيل : أبوابها { فاطلع إلى إله موسى } أي أنظر إليه فأراه { وإني لأظنه كاذباً } يعني أظن موسى يكذب فيما يقول له آلهاً غيري { وكذلك } أي هكذا { زيّن لفرعون سوء عمله } ، قيل : زين له نفسه سوء عمله ، وقيل : زينه قومه وأتباعه ، وقيل : شياطين الإِنس والجن { وصدّ عن السبيل } ضيّع عن طريق الحق { وما كيد فرعون } أي مكره وحيلته { إلاَّ في تباب } أي في خسران ، وقيل : في هلاك { وقال الذي آمن } يعني مؤمن آل فرعون عن الحسن ومجاهد ، وقيل : هو موسى عن أبي علي { يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد } طريق الحق ، وقيل : طريق الثواب { يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع } فيتمتع بها كل أحد ثم ينقطع { وإن الآخرة هي دار القرار } ، قيل : استقرت الجنة بأهلها والنار بأهلها والقرار المحل الذي يستقر فيه الإِنسان .