Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 67-78)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هو الذي خلقكم من تراب } يعني آدم وهو أبو الجميع ، خلقه من تراب فأحال التراب لحماً ودماً وعظماً وعصباً ، وصور منه شخصاً سوياً { ثم من نطفة } أي خلق أولاده من نطفة وهو ماء الرجل والمرأة { ثمَّ من علقة } تصير النطفة قطعة دم { ثم يخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدّكم } أي حال القوة والكمال { ثم لتكونوا شيوخاً ومنكم من يتوفى من قبل } أي يموت قبل بلوغ الأشد ، وقيل : قبل بلوغ الشيوخة { ولتبلغوا أجلاً مسمى } أي يبقيه البلوغ وقتاً محدوداً لا يجاوزه ، وقيل : ما سمي له من الوقت فيموت عنده { ولعلّكم تعقلون } ، قيل : لتعقلوا ذلك ، وقيل : لتعلموا الآيات { هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمراً } أي خلق وقدر { فإنما يقول له كن فيكون } ، قيل : يوجده من غير امتناع { ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله } في حججه بالباطل ، قيل : الآيات التوحيد والعدل ، وقيل : المعجزات الدالة على نبوته { أنَّى يصرفون } أي كيف يصرفون عنها مع وضوحها { الذين كذّبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون } عاقبة أمورهم { إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون } أي يجرون { في الحميم ثم في النار يسجرون } أي يوقد عليهم النار ، وقيل : يصيرون وقود النار ، وقيل : يطرحون في النار كما يطرح الحطب على النار عن أبي علي { ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون } { من دون الله } أي يقال لهؤلاء الكفار إذا دخلوا النار أين ما كنتم تشركون ، { من دون } يعني الأصنام التي عبدوها ، وهذا سؤال توبيخ { قالوا ضلّوا عنا } أي ضاعوا وهلكوا فلا نراهم ولا نقدر عليهم { بل لم نكن ندعو من قبل شيئاً } يعني لم نكن ندعو من قبل شيئاً يستحق العبادة وينتفع بعبادته ، وقيل : لم ندعو شيئاً ينفعنا { كذلك يضل الله الكافرين } ، قيل : يضلهم عن طريق الجنة والثواب ، وقيل : يهلكهم ويعذبهم ، وقيل : كذلك يضل الله أعمالهم بإبطالها { ذلكم } يعني هذا العذاب الذي أصابكم إنما هو { بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق } أي يفرحهم بالباطل { وبما كنتم تمرحون } أي تبطرون وتفرحون { ادخلوا أبواب جهنّم } وهي سبعة { خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين } أي مقام من تكبر من قول الحق { فاصبر } يا محمد على تبليغ الرسالة وإن نالك منهم الأذى { إن وعد الله حق } بالنصر لأنبيائه والانتقام من أعدائه حق ، أي صدق لا خلف فيه { فإما نرينك بعض الذي نعدهم } من العذاب في حياتك وإنما قال بعض لأن المعجل في الدنيا بعض ما يستحقه الكفار { أو نتوفيّنَّك } قبل أن يحل بهم ذلك { فإلينا يرجعون } مرجعهم فنجازيهم { ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك } وذلك تسلية له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { منهم من قصصنا عليك } بإخبارهم { ومنهم من لم نقصص عليك } من جرى عليهم من أممهم ، ذهب بعض المفسرين إلى أن الأنبياء غير معلوم ، وذهب بعضهم إلى أنهم معدودون وإنما عدّهم مائة وأربعة وعشرون ألفاً ، وذهب بعضهم إلى أن عددهم ثمانية آلاف أربعة آلاف من بني اسرائيل وأربعة آلاف من سائر الناس ، وعن علي ( عليه السلام ) : " بعث الله نبياً أسود لم يقص علينا قصته " { وما كان لرسول أن يأتي بآية } معجزة { إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله } قيل : الساعة ، وقيل : عذابه في الدنيا والآخرة { قضي بالحق } أي حكم لكل أحد ما يستحقه { وخسر هنالك المبطلون } أي ظهر خسرانهم بحرمانهم الثواب ونزول العقاب .