Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 79-85)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الله الذي جعل لكم الأنعام } أي خلقها لمنافعكم { لتركبوا منها ومنها تأكلون } يعني بعضها للركوب والأكل كالإِبل والبقر ، وبعضها للأكل كالأغنام ، وقيل : الأنعام الإِبل وحدها ، وقيل : الأصناف الثمانية وهو الوجه قاله الحاكم { ولكم فيها منافع } في أصوافها وأوبارها وأشعارها وألبانها { ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم } أي في الأسفار تحمل عليها الأثقال وتركب وتبلغ المقاصد { وعليها وعلى الفلك تحملون } يعني الأنعام في البر وعلى الفلك في البحر { ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون } لأن جميعها دالة على توحيده وعدله ، ثم وعظهم بذكر الأمم الماضية تسلية له ووعدٌ له ودعا إلى الإيمان فقال سبحانه : { أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم } عدداً { وأشد قوة } في أنفسهم وأعوانهم { وآثاراً في الأرض } في اتخاذ الأبنية والمنازل والقصور واستخراج الكنوز { فينظروا } إلى آثارهم فيعتبروا بذلك لأنهم تعالوا وتركوا جميع ذلك { فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون } أي لم ينفعهم كسبهم { فلما جاءتهم رسلهم بالبينات } يعني الأمم والبينات الحجج { فرحوا بما عندهم من العلم } ، قيل : نحن أعلم منهم لا نبعث ولا نعذب ، وقيل : رضوا بالشرك الذي كانوا عليه ، يعني أعجبوا به وظنوا أنه علم ، وقيل : فرحوا بما عندهم من الجاه والمال والرئاسة وبطروا ، ويدل على ذلك قوله : { وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون } ، وقيل : يجعل الفرح للرسل ، ومعناه أن الرسل لما رأوا جهلهم والتمادي واستهزاءهم بالحق وعلموا سوء عاقبتهم وما يلحقهم من العقوبة على جهلهم واستهزائهم فرحوا بما أوتوا من العلم وشكروا لله عليه ، وحاق بالكافرين جزاء جهلهم واستهزائهم ، وحاق بهم أي حلّ بهم ونزل ، وقيل : وجب ما كانوا به يستهزئون من العذاب { فلما رأوا بأسنا } عذابنا { قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين } من الأصنام { فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا } أي لم ينفعهم الإِيمان بعد رؤية العذاب { سنّة الله } أي طريقته { التي قد خلت في عباده } يعني في عذاب الكفار ، وقيل : في قبول التوبة لأنه لا يقبلها إلا من المختار دون الملجأ { وخسر هنالك الكافرون } أي خسر فارق مجيء أمر الله أو وقت القضاء بالحق .