Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 22-29)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما كنتم تستترون } ، قيل : تستحقون ، وقيل : ما كنتم تستترون معاصيكم عن الخلق فيما كنتم تسترون عن أنفسكم لأن الإِنسان لا يمكنه أن يستر عن نفسه كما يستر عن غيره ، وقيل : تتقون ، وقيل : تظنون { أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما كنتم تعملون } أي بجهلكم بالتوحيد ظننتم أن أعمالكم تخفى على الله تعالى { وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين } بذلك يوم القيامة { فإن يصبروا فالنار مثوى لهم } فيه حذف ، يعني أن يصبروا أو لا يصبروا { وإن يستعتبوا } يطلبوا أن يرضى الله عنهم فما الله براضي عنهم ، والمعتب الذي قبل عتابه وأجيب إلى ما سأل { وقيضنا لهم قرناء } بالتخلية والتمكين ، يعني لما كفروا واستبدلوا بالأنبياء والمؤمنين شياطين الإِنس والجن وصاروا قرناء لهم ، وأضافه إلى نفسه لأنه كان عند تخليته ، وهذا لمن ترك العلم واشتغل بالسرقة مع اللصوص فتصير اللصوص بدلاً من العلماء له قرناء ، وتقديره خلينا بينه وبين قرناء السوء امتحاناً فتبعوهم ، وقوله : { قرناء فزيّنوا } قرناؤهم { ما بين أيديهم } من أمور الدنيا زيّنوا لهم حتى آثروها وعملوا لها { وما خلفهم } من أمور الآخرة دعوهم إلى التكذيب به وإنكار البعث ، وقيل : رغبوهم في الدنيا وزهدوهم في الآخرة ، وقيل : زينوا لهم الفساد الذي في زمانهم ، وقيل : زينوا لهم إنكار البعث في الآخرة ، وقيل : إنكار النبوة { وحق عليهم القول } ، قيل : وجب عليهم وعيده بالعذاب الذي أخبر أنه يعذب به من عصاه كما حق على أمم مضوا قبل هؤلاء { من الجن والإِنس إنهم كانوا خاسرين } خسروا الجنة ونعيمها { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه } ، قيل : كان بعض المشركين يوصي بعضهم فيقول إذا رأيتم محمداً يقرأ فعارضوه بالزجر والاشعار فنزلت الآية ، وذلك أن القوم لما عجزوا عن معارضته عدلوا إلى التواصي بترك استماعه ، واللغو فيه قيل : التخليط في القرآن والتصفير ، وقيل : الزجر والشعر ، وقيل : الصياح { لعلكم تغلبون } يعني لتغلبوا محمداً على قراءته { فلنذيقن الذين كفروا عذاباً شديداً ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون } نجازيهم على أعمالهم السيئة { ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون } { وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلاّنا من الجن والإِنس } يعني إذا أخذهم العذاب وعلم الاتباع أن البلاء حلَّ بهم بسبب المتبوعين الذين أضلوهم فقالوا هذا القول وتمنوا أن يريهم ، وقيل : اللذين أضلانا قيل : أراد ابليس من الجن وقابيل الذي قتل أخاه ، وقيل : أراد الدعاة إلى الضلال وأئمة الكفر والبدع { نجعلهما تحت أقدامنا } في النار { ليكونا من الأسفلين } أي في الدرك الأسفل فيكون عذابهما أشد .