Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 30-35)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا } قولا ، وقيل : استمروا على الدين وثبتوا على الاعتقاد للتوحيد والعدل وعلى طاعته واجتناب معصيته ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أدوا الفرائض " ، وقيل : استقاموا على شهادة أن لا إله إلاَّ الله ، وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لعن الله اليهود ، قالوا ربنا الله ثم لم يستقيموا " ، وكذلك النصارى ، ورحم الله أمتي { قالوا ربنا الله ثم استقاموا } " { تتنزل عليهم الملائكة } عند الموت ، وقيل : إذا خرجوا من قبورهم تستقبلهم الملائكة بهذا القول : { لا تخافوا ولا تحزنوا } الآية ، وقيل : البشرى تكون في ثلاثة مواطن : عند الموت وفي القبر وفي البعث { ألا تخافوا } ، قيل : الخوف يتناول المستقبل والحزن يتناول الماضي وهذا نهاية المطلوب ، وقيل : لا تخافوا على ما تقدمون عليه من أمور الآخرة ولا تحزنوا على ما خلفتم في دنياكم من مال وولد { وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } على ألسنة الرسل وفي الكتب { نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا } أي تقول الملائكة لهم قيل : هم الحفظة ، وقيل : ملائكة البشارة نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا { وفي الآخرة } بأنواع الكرامة { ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم } من أنواع النعم { ولكم فيها ما توعدون } ما تشاؤون { نزلاً } أي رزقاً ، والنزل ما تضمنه لضيفه إكراماً له { من غفور رحيم } من الله الذي يغفر الذنوب ويرحم { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله } أي لا قول أحسن من قول من دعا إلى الله إلى توحيد الله وعدله ، وعن ابن عباس : هو رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دعا إلى الإِسلام { وعمل صالحاً } فيما بينه وبين ربه وجعل الإِسلام نحلة له ، وقيل : هم جميع الأئمة والدعاة إلى الحق ، وقيل : هم المؤذنون ، وقيل : الآية الإِقامة ، وعمل صالحاً صلى ركعتين بين الأذان والإِقامة { وقال إنني من المسلمين } ، قيل : من المناقد مَنْ يقول أنا على دين محمد وعلى ملَّة إبراهيم أدعوكم إليه { ولا تستوي الحسنة ولا السيئة } يعني أنهما متفاوتان في أنفسهما فخذ بالحسنة التي هي أحسن فادفع بها السيئة التي ترد عليك من بعض أعدائك ، ومثال ذلك رجل أساء إليك إساءة فالحسنة أن تعفو عنه ، والتي هي أحسن أن تحسن إليه مكان إساءته إليك ، مثال ذلك أن يذمك فتمدحه ، ويقتل ولدك فتفتدي ولده من يد عدوه ، فإنك إذا فعلت ذلك انقلب عدوك المشاق مثل الولي الحميم مصافياً لك ، قال في الغرائب والعجائب عن علي ( عليه السلام ) : " الحسنة حب آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والسيئة بغضهم " ، ثم قال : { وما يلقّاها } أي ما يلقى هذه الخليقة والسجيَّة التي هي مقابلة السيئة بالإِحسان { إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلاَّ ذو حظ عظيم } إلا أهل الصبر ، وإلاَّ رجل خير وفق لحظ عظيم من الخير ، وعن ابن عباس : بالتي هي أحسن الصبر عند الغضب والحلم عند الجهل ، والعفو عند الإِساءة ، وفسر الحظ بالثواب ، وعنه : والله ما عظم دون الجنة ، وقيل : نزلت في أبي سفيان بن حرب وكان عدواً للرسول فصار ولياً .