Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 8-12)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون } ، قيل : ثواب غير مقطوع ، وقيل : غير منقوص ، وقيل : لا يلحقهم تنقيص { قل أئنكم لتكفرون } ، قل يا محمد لهؤلاء الكفار وهذا تعجيز ، أي تستجيزون أن تكفروا بمن هو خالق كل شيء ورب كل حي { بالذي خلق الأرض في يومين } يعني مقدار يومين { وتجعلون له أنداداً } أمثالاً وأشباهاً تعبدونها { ذلك رب العالمين } يعني الذي خلق الأرض هذا خالق العالمين دون الأنداد { وجعل فيها رواسي من فوقها } جبالاً ثوابت { وبارك فيها } خلق فيها من المنافع التي لا تحصى { وقدّر فيها أقواتها } أرزاق أهلها ومعايشهم وما يصلحهم ، وفي قراءة ابن مسعود : وقسم فيها أقواتها { في أربعة أيام سواء } خلق الأرض وما فيها مستوية كاملة لا فيها نقصان ، قيل : خلق الله الأرض في يوم الأحد ويوم الاثنين وباقيها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء { للسائلين } الله حوائجهم ، وقيل : كل ذلك بيان لما خلق للسائلين ، وقيل : السائلين وغير السائلين { ثم استوى إلى السماء } أي قصد إلى خلق السماء ، قيل : كان عرشه قبل خلق السماوات والأرض على الماء فأخرج من الماء دخاناً فارتفع فوق الماء وعلا عليه فأيبس الماء فجعله أرضاً واحدة ، ثم فتقها فجعلها أرضين ، ثم خلق السماء من الدخان المرتفع ، ومعنى أمر السماء والأرض بالاتيان وامتثالهما أنه أراد تكوينهما فلم يمتنعا عليه فوجدتا كما أرادهما فكانتا كذلك كالمأمون المطيع وهو من المجاز الذي يسمى التمثيل { فقضاهن } أي تممهن { سبع سماوات في يومين } وفي خبر مرفوع أن الله تعالى خلق الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين ، وخلق الجبال يوم الثلاثاء ، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والعمران والخراب ، وخلق يوم الخميس السماء ، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة والجن ، وخلق آدم في آخر ساعة يوم الجمعة وهي الساعة التي تقوم فيها القيامة ، وقيل : إنما سميت الجمعة لاجتماع خلق السماوات والأرض وما فيها في ذلك الوقت ، ومتى قيل : إذا قدر على أن يخلقها في طرفة عين فلم خلقها في هذه المدة ؟ قالوا : ليعتبر فيها الملائكة فإنه أبلغ في الأدلة على قدرته ، وقيل : ليعلم عباده أن الأناة خير من العجلة ، وقيل : ليعلم الملائكة كيفية الترتيب والجمع والتفريق { وأوحى في كل سماء أمرها } ، إلى أهل كل سماء أمرها من الملائكة ما تعدهم من أمره ونهيه { وزيّنا } السماء الدنيا { بمصابيح } ، قيل : بالنجوم { وحفظاً } لها من استراق السمع من الشياطين { ذلك } أي ما تقدم ذكره { تقدير العزيز العليم } الذي لا يمتنع عليه شيء .