Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 28-39)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وهو الذي ينزّل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته } لجميع خلقه { وهو الولي } ، قيل : الذي يتولى تدبير عباده ، وقيل : الولي المالك للعباد { الحميد } المحمود { ومن آياته خلق السماوات والأرض } أحدثهما كما يشاء { وما بثّ فيهما من دابة } وهو ما يدب من الحيوانات { وهو على جمعهم } يوم الحشر { إذا يشاء قدير } { وما أصابتكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } من الأجرام ، واختلفوا في المصائب ، قيل : القحط والمرض وما أشبهه ، وقيل : ما يصيب الكفار من الحدث من المسلمين ، وقيل : العقوبات ، وقيل : هو عام في كل المصائب ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما من اختلاج عرق ولا خدش عود ونكتة حجر إلا بذنب وما يعفو الله أكثر " وعن عكرمة : ما من نكتة أصابت عبداً إلاَّ بذنب لم يكن الله ليغفر له إلا بها ، ودرجة لم يكن ليبلغها إلا بها ، وقيل : المصائب يجوز أن تكون عقوبة للدنيا كالحدود ولذلك امتحن الأنبياء بالمصائب ولم تكن عقوبة { ويعفو عن كثير } أي ولا يؤاخذهم بكثير من أفعالهم بل يعفو عنها ، وقيل : لولا العفو لهلك العالم لأن الذنب موجبه ولكن الله يعفوا أما بالتوبة أو بالطاعات ، وعن علي ( عليه السلام ) : " من عفى في الدنيا عفى الله عنه في الآخرة " ، وعنه : " هذه أرجى آية في القرآن " { وما أنتم بمعجزين في الأرض } بفائتين ما قضى عليكم من المصائب { وما لكم من دون الله من ولي } يلي أمركم { ولا نصير } ينجيكم من عذابه { ومن آياته الجوار في البحر } يعني السفن { كالأعلام } ، قيل : كالجبال تجريها الرياح { إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد } يعني السفن { على ظهره } ، قيل : على ظهر الماء { إن في ذلك } في ذكره خزائن والسفينة { لآيات لكل صبّار شكور } كبير الصبر والشكر { أو يوبقهن بما كسبوا } يهلكهن ، يعني السفن بالغرق إما بحبس الريح فلا تجري السفن أو يهلكها بالغرق بما عملوا من المعاصي فيهلكهم عقوبة لهم { ويعف عن كثير } من معاصيهم فلا يهلكهم إمهالاً ورحمة { ويعلم الذين يجادلون } أي يعلم الذين يخاصمون بالباطل في رد آيات الله { ما لهم من محيص } أي ملجأ قيل : إذا سكن البحر وركدت السفن علم المجادل أنه لا محيص { فما أوتيتم } أعطيتم { من شيء } من نعم الدنيا تبتغون بها عاجلاً { فمتاع الحياة الدنيا } أي منافع الدنيا { وما عند الله خير وأبقى } من ملاذ الدنيا لأنها باقية وهذه فانية { خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } يفوضون أمرهم إليه { والذين يجتنبون كبائر الاثم } هو الشرك { وإذا ما غضبوا هم يغفرون } أي هم الأحقاء بالغفران في حال الغضب ، أي يتجاوزون ، وقد تقدم الكلام في الكبائر ، ومتى قيل : لم أضاف الكبائر إلى الإِثم ؟ قالوا : لوجهين : أحدهما أن الإِثم صغيراً أو كبيراً عن أبي علي ، وثانيهما ما يكون الإِثم كله كبائر فيكون بمنزلة اضافة الصفة إلى الموصوف { والفواحش } كل قبيح ، وقيل : الزنا { والذين استجابوا لربهم } أي أجابوا فيما دعاهم إليه من الدين { وأقاموا الصلاة } في أوقاتها { وأمرهم شورى بينهم } أي لا يعلمون إلا المشاورة أهل الدين { ومما رزقناهم ينفقون } مما أعطيناهم في وجوه البر { والذين إذا أصابهم البغي } لا يستسلمون بل يتناصرون ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، وقيل : يتناصرون ممن يبغي عليهم من غير أن يعتدوا ، ومتى قيل : أليس وصفوا في الآية الأولى بأنهم يغفرون ؟ قالوا : ذلك في حقوق لا قصاص ، وقيل : ذلك في حقوق نفسه كالأموال والحقوق وهذا في حقوق الله يفعله على سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقيل : إذا غضب لدينه انتصر وإذا غضب لدنياه أو في حق نفسه غفر .