Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 20-30)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقالوا } يعني الكفار { لو شاء الرحمان ما عبدناهم } أي لو شاء أن لا نعبدهم ما عبدناهم قيل : الملائكة ، وقيل : الأوثان { ما لهم بذلك من علم } أي لا يقولون ذلك عن صحة وعلم { إن هم إلا يخرصون } أي يكذبون { أم آتيناهم كتاباً من قبله فهم به مستمسكون } وهذا استفهام والمراد الإِنكار ، أي ما أنزلنا كتاباً ، ثم بيَّن تعالى أن أمرهم مبني على التقليد ، فقال سبحانه : { بل قالوا } يعني المشركين وهذا جواب لمقالتهم ، يعني لم يشهدوا خلقهم ولا يرجعوا إلى كتاب { قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة } قيل : على ملة كانوا مجتمعين متوافقين على هذا الذي نحن عليه { وإنا على آثارهم مهتدون } { وكذلك ما أرسلنا من قبلك } يا محمد { في قرية من نذير } أي نبي { إلا قال مترفوها } أي رؤساؤها ومنعموها : { إنا وجدنا آباءنا } على طريقة ، وقيل : وجدناهم مجتمعين على هذا { وإنَّا على آثارهم مقتدون } نقتدي بهم فلا نخالفهم { قل } يا محمد { أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم } يعني أصوب وأولى لما عليه من الدليل { قالوا إنَّا بما أرسلتم به كافرون } { فانتقمنا منهم } عذبناهم بكفرهم ، وقيل : انتقمنا للمؤمنين منهم { فانظر كيف كان عاقبة المكذبين } { وإذ قال إبراهيم لأبيه } آزر { وقومه إنني براء مما تعبدون } يعني من الأوثان والنجوم { إلاَّ الذي فطرني } خلقني ابتداء وهو الله تعالى { فإنه سيهدين } إلى الحق بما نصب لي من الدلالة وفيه بيان ثقته بالله ، وقيل : سيهدين إلى جنته وثوابه { وجعلها كلمة باقية في عقبه } يعني إبراهيم جعل هذه الكلمة باقية في ذريته لم يزل منهم من يقولها ، وقيل : إنه تعالى جعلها باقية يعني بأمره ولطفه ، وقيل : إبراهيم جعلها باقية بأن يوصي بها ، وأكد الأمر بالتكرير وهي كلمة التوحيد لا إله إلا الله ، وقيل : كلمة التوحيد التي تكلم بها إبراهيم قوله : { إنني براء مما تعبدون } في عقبه في ذريته ، فلا يزال من يوحد الله ويدعو إلى توحيده { لعلهم يرجعون } لعل من أشرك منهم يرجع بدعاء من وحده منهم ، ونحوه { ووصى بها إبراهيم بنيه } [ البقرة : 132 ] { بل متعت } أي أنعمت عليهم بالنعم ولم أعاجلهم بالعقوبة فتمتعوا { حتى جاءهم الحق } قيل : القرآن { ورسول مبين } { قالوا هذا سحرٌ } أي تمويه .