Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 9-19)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض } أي ابتدأهما وأنشأهما ، والكناية إلى من ترجع ، قيل : لئن سألت الماضين أو لقيتهم ، أو سألت من تريد منهم أو تمسك بطريقتهم ، أو سألت عن كتبهم ، وقيل : لو سألت كفار قريش لأنهم كانوا يقرّون بالله وأنه خالق السماوات والأرض { ليقولنّ خلقهن العزيز العليم } بكل معلوم { الذي جعل لكم الأرض مهاداً } أي فراشاً تستقرون عليها { وجعل لكم فيها سبلاً } أي طرقاً إلى مقاصدكم { لعلّكم تهتدون } لتهتدوا في أسفاركم إلى مقاصدكم ، وقيل : لتهتدوا إلى الحق في الدين بالاعتبار الذي جعل لكم { والذي نزَّل من السماء ماء بقدرٍ } قيل : من جهة السماء وإنما هو من السحاب ، وقيل : من السماء نفسه ، بقدر يعني مقدار ما يحتاج إليه حتى لو نقص الأجل ولو زاد لأفسد { فأنشرنا به بلدة ميتاً } يعني أخرجنا النبات من بلدة ميتة يابسة لم يكن عليها النبات ، ثم بيّن وجه الدلالة على الإِعادة فقال : { كذلك تخرجون } من قبوركم كما أحيينا البلدة الميتة { والذي خلق الأزواج } يعني أزواج الحيوان ذكراً وأنثى ، وقيل : الأزواج الأصناف من الحيوانات { وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون } أي جعل الفلك مركباً في البحر والأنعام مركباً في البر { لتستووا على ظهوره } ليستوي الراكب على ظهره وينتفع بما في البر والبحر { ثم تذكروا نعمة ربكم } إذا استويتم عليه ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " أنه كان إذا وضع رجله في الركاب قال : " بسم الله " فإذا استوى على الدابة قال : " الحمد لله على كل حال سبحان الذي سخر لنا هذا - إلى قوله - لمنقلبون " وكبر ثلاثاً وهلل ثلاثاً ، وقالوا : إذا ركب السفينة قال : " بسم الله مجراها ومرساها ان ربي لغفور رحيم " { إذا استويتم عليه } استقررتم عليه { وتقولوا سبحان الذي سخّر لنا هذا } أي ذلّل لنا حتى ركبناه { وما كنا له مقرنين } أي مطيقين { وإنا إلى ربنا لمنقلبون } فنحن إليه نصير في المعاد ، فسخر هذا لمصالحنا ومنافعنا { وجعلوا له من عباده جزءاً } قيل : نصيباً ، وبعضاً زعموا أن الملائكة بنات الله { إن الإِنسان لكفور } أي جحود لنعمه { مبين } ظاهر الكفران { أم اتخذ مما يخلق بناتٍ وأصفاكم بالبنين } أي كيف خصكم بالبنين واتخذ لنفسه بنات ، فلو جاز عليه الولد لما اختار البنات على ما يزعمونه ، فقد غلطوا من وجهين أحدهما جواز اتخاذ الولد في الأصل ، والثاني اتخاذ البنات مع أنهم يكرهون ذلك لأنفسهم { وإذا بُشّر أحدهم بما ضَرب للرحمان مثلاً } يعني البنات التي أضافوها إليه { ظل وجهه مسودَّاً } من ذلك مبالغة في الكراهة { وهو كظيم } مملوء كرباً وغيظاً ، ثم بيَّن حال النساء فقال سبحانه : { أو من ينشَّؤا في الحلية } في زينة النساء { وهو في الخصام غير مبين } في المنازعات والخصومات في أمور الدين والدنيا ، وقوله : { غير مبين } أي لا يبين ولا يظهر الحجة لضعفهن { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثاً } أي قالوا : الملائكة بنات الله { تعالى الله عما يقولون علوّاً كبيراً } { أشهدوا خلقهم } أي أحضروا خلق الملائكة حتى شهدوا أنهم بنات الله ؟ وقيل : شهدوا صورهم وخلقهم فعلموا أنهم إناث .