Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 1-10)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حم } قد بيَّنا ما قالوا فيه ، وأن بعضهم قال : اسم السورة ، وبعضهم قال إشارة إلى أن القرآن معجز ، وبعضهم قال : إشارة إلى حدوث القرآن ، وبعضهم قال : هي مفاتيح أسماء الله تعالى { تنزيل الكتاب } أي أنزله الله في كتابه { العزيز الحكيم } أي إنزاله دليل على مدبر صانع قادر عالم حي سميع ، قال الحسن : مسافة كل سماء مسيرة خمسمائة عام ، وبين كل سماء مسيرة خمسمائة عام ، وكنافة كل أرض مسيرة خمس مائة عام { وفي خلقكم } أي في خلق البشر من كونه نطفة في الرحم ونقلها من حال إلى حال { وما يبث من دابة } أي فرق من الحيوانات وفي الأرض من أنواع مختلفة وصور متفرقة { آيات لقوم يوقنون } يصدقون { واختلاف الليل والنهار } أي أحدهما يجيء خلف الآخر ، وقيل : اختلاف حالهما من زيادة ونقصان { وما أنزل الله من السماء من رزق } أي سبب الرزق وهو المطر { فأحيا به الأرض بعد موتها } أي أحياها بالنبات { آيات لقوم يعقلون } ذلك ويتدبرون فيه { تلك آيات الله } ذكره آيات الله { نتلوها عليك بالحق } أي بالصدق { فبأي حديث بعد الله } أي بعد حديث الله وهو القرآن { وآياته يؤمنون } أي إن لم يؤمنوا بحديث الله وآياته مع انه أصدق القائلين فبأي حديث يؤمنون ؟ والفرق بين الحديث الذي هو القرآن وبين الآيات أنَّ الحديث قصص واخبار بين الحق والباطل ، والآيات الدالة بين الصحيح من الفاسد { ويلٌ } ، قيل : كلمة وعيد وأد سائل من صديد جهنم { لكل أفاك أثيم } كذاب مذنب { يسمع آيات الله } يعني القرآن { تتلى عليه ثم يصرّ مستكبراً } يعني لا يؤمن بها بل يصر على كفره { كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم } وجيع { وإذا علم من آياتنا شيئاً اتخذها هزواً } يستهزئ بها فيزداد ضلالاً { أولئك لهم عذاب مهين } ثم فسَّره فقال سبحانه : { من ورائهم جهنم } عبر بلفظ الجمع ومرة بلفظ الواحد لأنه أراد الجنس ، والمعنى بين أيديهم جهنم يصيرون إليها { ولا يغني عنهم } ولا يكفي في المنع من عظم عذاب الله { ما كسبوا شيئاً } من أموالهم { ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء } ، قيل : الأوثان ، وقيل : الرؤساء وعلماء السوء { ولهم عذاب عظيم } .