Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 11-20)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هذا هدى } القرآن دلالة على الدين { والذين } كذبوا بآيات الله { لهم عذابٌ من رجز أليم } { الله الذي سخَّر لكم } أي لمصالحكم ومنافعكم { ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } في الدلالة { قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله } الآية نزلت في عمر بن الخطاب وذلك أن رجلاً من غفار شتمه فهمّ عمر أن يبطش به فأنزل الله تعالى هذه الآية وأمر بالعفو عنه ، يعني يتركوا مجازاتهم على الأذى لهم ، وقيل : هو وعيدٌ لهم كما يقال : دعني وفلاناً لا يرجون أيام الله ، قيل : لا يرجون آياته نعمه وثوابه في الآخرة ، وقيل : لا يخافون عقابه ونقمته { ليجزي قوماً بما كانوا يكسبون } { من عمل صالحاً فلنفسه } أي منافعه { ومن أساء فعليها } أي من عمل معصية فعليها أي وبالها عليه { ثم إلى ربكم ترجعون } إلى الموضع الذي يحكم فيه بين عباده { ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب } يعني التوراة ، قيل : كتب الأنبياء من بني إسرائيل { والحكم } ، قيل : العلم بالدين ، والحكم قيل : الفصل في الأمور بين الناس { والنبوّة } فبعث منهم أنبياء { ورزقناهم من الطيبات } أي أعطيناهم من أنواع الطيبات ، وقيل : المراد به المن والسلوى { وفضّلناهم على العالمين } ، قيل : على عالمي زمانهم { وآتيناهم بينات من الأمر } أحكام التوراة { فما اختلفوا } في أمر دينهم { إلا من بعدما جاءهم العلم بغياً بينهم } طلباً للرئاسة وترك الانابة إلى الله تعالى { إن ربك يقضي بينهم } أي يحكم ويفصل { يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون } فيقضي بين المحق والمبطل { ثم جعلناك على شريعة من الأمر } أي طريقة وسنة من الأمر من الدين وهو الإِسلام { فاتبعها } أي فاتبع الشريعة بأن تعمل { ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون } أي الجهال { إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً } أي لا يدفعون عذاباً إن نزل بك { وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض } ينصر بعضهم بعضاً ويتولى بعضهم بعضاً { والله ولي المتقين } أي ناصرهم { هذا } أي القرآن { بصائر للناس } أي معالم في الدين يبصرون به أمر دينهم { وهدىً } بيان ودلالة { ورحمة } أي نعمة { لقوم يوقنون } خصهم لانتفاعهم به .