Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 21-26)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أم حسب الذين اجترحوا السيئات } الآية نزلت في نفر من قريش شيبة وعتبة والوليد بن المغيرة قالوا للمؤمنين : إن كان ما تقولون حقا لنفضلن عليكم في الآخرة كما فضّلنا في الدنيا فنزلت أي عملوا المعاصي { أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون } أي يطلبون استواء حال المطيع والعاصي في الثواب بئس الحكم ذلك { وخلق الله السماوات والأرض بالحق } ، قيل : الحق الجزاء ، وقيل : الحق الغرض صحيحٌ حقٌّ { ولتجزى كل نفس بما كسبت } عملت { وهم لا يظلمون } { أفرأيت } يا محمد { من اتخذ إلهه هواه } ، قيل : دينه ما يهواه في أموره لا بحجَّة تقوى ، وقيل : اتخذه معبوداً هواه فيعبد ما يهوى دون ما دلت الدلالة على أن العبادة تحق له ، وكانت العرب تعبد العزى وهو حجر أبيض وحسا من آلهته ، وكانوا يعبدون الحجارة والذهب والفضة وإذا وجدوا شيئاً أحسن من الأول رموه وكسروه وألقوه في بئر وعبدوا الثاني فأنزل الله : { أفرأيت من اتخذ آلهة هواه } ، وقيل : نزلت في الحارث بن قيس السهمي كان يعبد ما تهوى نفسه ، وهو أحد المستهزئين { وأضلّه الله على علم } ، قيل : وجده الله ضالاً على علم أنه يضل ، وقيل : ظهور الضلال منه أي عالم بأنه ضال ، وقيل : أضله عن ثوابه وجنته { وختم على سمعه وقلبه } ، قيل : وسم عليها الملائكة علامة ، وقيل : خذله وخلاه على ما اختاره حتى استحكم عبادة السوء في قلبه ، فلم يسمع الحق ولا يفهمه فكأنه مختوم على قلبه وعينه { وجعل على بصره غشاوة } أي غطاء ، يعني يصير كأنه كذلك من حيث لا يبصر الحق تشبيهاً { فمن يهديه من بعد الله } أي إن لم يهتدي بهدى الله فمن يهديه سواه ، وقيل : إذا لم يهده الله إلى الجنة فمن يهديه { أفلا تذكّرون } يعني أفلا تتفكرون في هذا حتى تفهموه { وقالوا ما هي إلاَّ حياتنا الدنيا } أي لا دار سوى هذه الدار { نموت ونحيا } أي نموت فيها ونحيى نحن من غير صانع قيل : هو على التقديم والتأخير ، أي يموت بعضنا ويحيى بعضنا { وما يهلكنا إلاَّ الدهر } أي ما يهلكنا إلا مرور الزمان وطول العمر { وما لهم بذلك من علم } أي ما يقولونه ليس كذلك عن حجة وعلم بل ظناً وتقليداً { إن هم إلا يظُنُّون } { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } واضحات { ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بأبآئنا إن كنتم صادقين } أي جيئوا بآبائنا الذين ماتوا إن كنتم صادقين في دعواكم { قل الله يحييكم ثم يميتكم } ثم يحييكم في الدنيا ثم يميتكم فيها { ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه } أي لا شك { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } الله حق معرفته حتى يعلمون صحة البعث ، وقيل : لا يعلمون من الباطل .