Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 17-23)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والذي قال لوالديه أفٍّ } الآية نزلت في عبد الرحمان بن أبي بكر قبل إسلامه ، وقيل : دعاه أبواه أبو بكر وأمه إلى الإِسلام فأفف بهما وقالوا : بعثوا إلى جدعان بن عمر وعثمان بن عمر وهما من أجداده ومشايخ قريش حتى أسألهم عما يقول محمد ، وأنكرت عائشة نزولها فيه ، وقيل : هي في الكافر العاق لوالديه المكذب بالبعث ، وعن قتادة هو نعت عبد سوء عاق بوالديه فأحد لربه والله أعلم ، وقوله : { أفٍّ لكما } ، قيل : كلمة ضجر ، وقيل : هي كلمة ، تقال لكل من أتى أمراً قبيحاً { أتعدانني أن أخرج } بعد الموت حيَّاً وأبعث للجزاء { وقد خلت القرون من قبلي } أي مضت القرون من قبلي هلكوا فلم يبعث منهم أحدٌ { وهما يستغيثان الله } أي يطلبان الغوث منه ويقولان : { ويلك آمن } ترحما { إن وعد الله حقٌّ } في البعث والجزاء فقال : { ما هذا إلا أساطير الأولين } يعني ما هذا إلا شيء كتبه الأولون { أولئك الذين حق عليهم القول } أي وجب عليهم الوعيد بالعذاب { في أمم قد خلت } أي مضت { من قبلهم من الجن والإِنس إنهم كانوا خاسرين } لأنفسهم إذ أهلكوها بالمعاصي { ولكل درجات مما عملوا } أي منازل ومراتب من جزاء ما عملوا من خير وشر { وليوفيهم أعمالهم } أي جزاء أعمالهم من الثواب والعقاب { وهم لا يظلمون } أي لا ينقصون شيئاً { ويوم يعرض الذين كفروا على النار } ليروا أهوالها فقال لهم توبيخاً : { أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا } قيل : الطيبات القوة والشباب ، وقيل : الأرزاق أنفقوها في شهواتهم . وقيل : الملاذ والملاهي ونعيم الدنيا ، أي أذهبتم في المعاصي غافلين عن الآخرة لأنها باقية دون الدنيا فإنها فانية { واستمتعتم } انتفعتم بها معرضين عن ذكر البعث { فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق } أي يرفعون عن الإِيمان { وبما كنتم تفسقون } تخرجون عن طاعة الله { واذكر } يا محمد { أخا عاد } يعني هوداً وكان أخاهم نسباً والإِنذار التخويف { قومه } وهم عاد وكانت العرب تعرف ديارهم { بالأحقاف } وهو ما بين عمان إلى حضرموت ، وقيل : كانوا من أهل اليمن أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها الشحر { وقد خلت } مضت { النذر } يعني الرسل المنذرين المخوفين { من بين يديه } أي من قبل هود ومن بعده ، وروي أن في قراءة ابن مسعود من يعبده { ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم } إن فعلتم ذلك { عذاب يوم عظيم } ، قيل : عذاب الآخرة ، وقيل : عذاب الاستئصال ، وكان من جوابهم أن { قالوا } لهود : { أجئتنا لتأفكنا } لتصرفنا { عن آلهتنا } التي نعبدها { فأتنا بما تعدنا من العذاب إن كنت من الصادقين } في ذلك ، يعني في العذاب ، وقيل : في النبوة ، وكان استعجالهم على وجه التكذيب { قال } هود { إنما العلم عند الله } أي هو يعلم وقته { وأبلغكم ما أرسلت به } إليكم يعني ليس علي إلا تبليغ الرسالة { ولكني أراكم قوماً تجهلون } في استعجال العذاب .