Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 30-35)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى } عن عطاء : إنهم كانوا على اليهوديَّة ، وعن ابن عباس : الجن لم تكن سمعت بأمر عيسى فلذلك قالوا من بعد موسى { مصدقاً لما بين يديه } من الكتب ، يعني يصدق أنها حق { يهدي إلى الحق } يدل عليه { وإلى طريق مستقيم } ثم بيَّن تمام خبر الجن فقال سبحانه حاكياً عنهم : { يا قومنا أجيبوا داعي الله } يعني محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأنه يدعو إليه كما أن الكفار يدعون إلى الأوثان ، وقيل : هو عام في كل من يدعو إلى توحيد الله وعدله وصدق وعده ووعيده { وآمنوا به } ، قيل : آمنوا بالله ، وقيل : برسوله { يغفر لكم من ذنوبكم } ، وقيل : من للتبعيض فيغفر ما يتم عنه { ويجركم من عذاب أليم } ، قيل : استجاب لهم سبعون رجلاً من الجن ، وقوله تعالى : { ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض } أي لا يفوت على الله ولا يعجزه بالهرب { وليس له من دونه أولياء } أي من دون الله ناصر يدفع العذاب عنه { أولئك في ضلال مبين } أي ذهاب عن الحق ظاهر ، ثم عاد إلى الرد على منكري البعث فقال سبحانه : { أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض } … عرشي { ولم يعي بخلقهن } لم يعجز عنه ، وقيل : لم يصبه كلال ولا إعياء ولا ضعف { بقادر على أن يحيي الموتى } بعد تفرق أجسادهم لأن اختراع الشيء أعظم من إعادته { بلى } جواب الاستفهام ، إذا قيل : ألم تعلم ذلك ؟ فيقول : به فاعلموا إنه قادر على ذلك ، ثم عقبه بذكر الوعد فقال سبحانه : { ويوم يعرض الذين كفروا على النار } قيل : يعرض عليهم النار مع شدة أهوالها ، وقيل : يدخلون النار ، ثم يقال لهم توبيخاً : { أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا } ، قيل : أنهم يعترفون في وقت لا ينفعهم ، بل يقال لهم : { فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } { فاصبر } يا محمد على أذاهم وأداء الرسالة { كما صبر أولو العزم من الرسل } ، قيل : من للتأكيد والبيان لا للتبعيض ، جميع الرسل أولو العزم لأنهم عزموا على أداء الرسالة والصبر فيها وتحمل الشدائد وأداء ما أمروا به ، وقيل : من للتبعيض ، وأراد بعضهم قيل : هم المذكورون في سورة الأنعام ، وقيل : الذين أمروا بالقتال وأظهروا المكاشفة وجاهدوا وقاسوا قومهم كإبراهيم وموسى وعيسى ، وقيل : اثني عشر من أنبياء بني إسرائيل منهم من قتل ومنهم من نشر بالمناشير ، ومنهم من سلخ جلده ، وقيل : أربعة موسى وعيسى ورابعهم محمد ، وقيل : نوح صبر على أذى قومه كانوا يضربونه حتى يغشى عليه ، وإبراهيم على النار وذبح ولده ، وإسحاق على الذبح ، ويعقوب على فقد ولده وذهاب بصره ، ويوسف على الجب والسجن ، وأيوب على الضر ، وموسى ، وداوود { ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلاَّ ساعة من نهار بلاغٌ } يعني أن هؤلاء وإن امتد تقادمهم فعند رؤية العذاب لم يكن ذلك إلاَّ قليلاً كساعة من نهار ، أي هذا { بلاغ } الذي وعظتم به كفاية في الموعظة { فهل يهلك إلاَّ القوم الفاسقون } الخارجون عن الاتعاظ به والعمل بموجبه .