Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 4-14)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فإذا حاربتم الكفار { فضرب الرقاب } الأعناق وإنما عبر بذلك عن القتل لأنه لا يبقى حياة بعد ضرب الرقبة ، وقيل : أمر بقتلهم من غير أسر ولا فداء { حتى إذا أثخنتموهم } أي قهرتموهم وعزرتموهم ، وقيل : أكثرتم الجراح والقتل وقتلتم بعضهم وجرحتم البعض حتى ضعفوا { فشدّوا الوثاق } يعني شدو وثاق الأسارى ، فأمر تعالى بالقتل والأسر لكيلا يقوى الكفر ، وقيل : أراد كيلا يهربوا { فإمَّا منّا بعد وإمَّا فداءً } أي إما منَّا منكم عليهم بالإِطلاق بعد الأسر من عوض وأما فداءاً يعوض ، وقيل : المن بالإِطلاق وبالإِسلام لأن أسير العرب إذا أمن يطلق وأسير العجم إذا سلم يستعبد { حتى تضع الحرب أوزارها } أثقالها قيل : أراد أن تضع أهل الحرب سلاحها حتى تزول الحرب وهم المحاربون ، أوزارها آثامها بأن يتوبوا من كفرهم ويؤمنوا بالله ، أي أثخنوا المشركين بالقتل والأسر حتى يظهر الحق والإِسلام على الأديان ، وقيل : حتى ينقطع الحرب عند نزول عيسى فيسلم كل يهودي ونصراني وصاحب ملة وهي آخر أيام التكليف ، وقيل : حتى يعبد الله ولا يشرك به شيئاً ، وقيل : حتى لا يكون دين إلاَّ الإِسلام { ذلك } ، قيل : الأمر بالجهاد ، وقيل : ما ذكرناه من أحكام الكفر { ولو يشاء الله لانتصر منهم } لأهلكهم { ولكن ليبلو بعضكم ببعض } لو كان الغرض زوال الكفر فقط لأهلكهم لكن الغرض استحقاق الثواب وذلك لا يحصل إلا بالبعيد { والذين قتلوا في سبيل الله } أي في الجهاد في دين الله ، وقيل : قتلوا يوم أحد ، وقاتلوا معناه جاهدوا ، وقرئ بهما جميعاً { فلن يضل أعمالهم } بل هي مقبولة يجازون عليها ثواباً { سيهديهم } الجنة وثوابها { ويصلح بالهم } أي حالهم في الدارين { ويدخلهم الجنة عرّفها لهم } ، قيل : طيبها لهم ، وقيل : بينها لهم وأعلمهم بوصفها ، وقيل : عرفها لهم يوم القيامة حتى أنهم يعرفون منازلهم في الدنيا { يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم } أي تنصروا دين الله ونبيه ينصركم { ويثبّت أقدامكم } بالطاعة بتقوية قلوبكم ، وقيل : ينصركم بالآخرة ويثبت أقدامكم عند الحساب وعلى الصراط ، وقيل : ينصركم في الدنيا والآخرة ويثبت أقدامكم في الدارين { والذين كفروا فتعساً لهم } في الآخرة ، وقيل : في الدارين ، ومعنى تعساً بُعداً ، والتعس الانحطاط للعثار ، وفي حديث عائشة : تعس مسطح ، أي أتعسه الله ، ومعناه انكب وعثر ، وقيل : بعداً لهم { وأضلّ أعمالهم } قيل : انحط ثوابها { ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله } من القرآن { فأحبط أعمالهم } { أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمّر الله عليهم } أي أهلكهم ودمر منازلهم ، { وللكافرين أمثالها } أي ولهؤلاء الكافرين أمثال ما تقدم من العناد للعدى { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا } يتولى نصرهم وحفظهم { وإن الكافرين لا مولى لهم } أي لا ناصر يدفع العذاب عنهم { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار } أي من تحت أبنيتها وأشجارها { والذين كفروا يتمتعون } في هذه الدنيا وملاذها { ويأكلون كما تأكل الأنعام } وهم غافلون عن الآخرة { والنار مثوىً لهم } أي منزل وموضع إقامة { وكأين من قرية } أي كم من قرية { هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك } أعظم من قوة أهل قريتك ، وقوله : { التي أخرجتك } ألجأتك إلى الخروج لأنه خرج بنفسه { أفمن كان على بيّنة من ربه } يعني من كان على دينه وما يعتقده من التوحيد والعدل والشرائع ، قيل : محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمؤمنون ، { كمن زيّن له سوء عمله } ، قيل : زينه لنفسه ، وقيل : زينه للشيطان ، وقيل : زينه بعضهم لبعض { وسوء عمله } ما يدينون به من الكفر والمعاصي { واتبعوا أهواءهم } في ذلك معناه لا يستوي من يتبع الدليل ومن يتبع الهوى والآية عامة .