Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 15-19)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مثل الجنة } قيل : شبه الجنة ، وقيل : صفة الجنة { التي وعد المتقون } أي … لمن اتقى معاصيه ، ثم بيَّن تعالى صفة الجنة فقال سبحانه : { فيها أنهار } ، قيل : أراد بالأنهار المعروفة ، وقيل : أراد بالأنهار هذه الأشياء { من ماء غير آسنٍ } أي غير متغير { وأنهار من لبن لم يتغير طعمه } لأنه لم يخرج من ضرع { وأنهار من خمر لذة للشاربين } ، قيل : يبقى طيبها في الحلق أربعين سنة ولا يخامر العقل ولا يصدع ويلتذون بها لطيب طعمها { وأنهار من عسل مصفى } أي خالصاً من كل شائب صمغ أو غيره { ولهم فيها من كل الثمرات } أي من أنواعها { ومغفرة من ربهم } لذنوبهم { كمن هو خالد في النار } ، قيل : فيه حذف ، أي من كان في هذه الجنة كمن هو خالد في النار { وسقوا ماءً حميماً } حار { فقطّع أمعاءهم } ، قيل : إذا قربوه من وجوههم شوى وجوههم وإذا شربوه قطع أمعاءهم { ومنهم من يستمع إليك } عبد الله بن أبي وأصحابه { حتى إذا خرجوا من عندك } يعني المنافقين { قالوا للذين أوتوا العلم } مثل عبد الله بن مسعود كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا خطب الناس يعيب المنافقين فإذا خرجوا قالوا لابن مسعود : { ماذا قال آنفاً } ، وعن ابن عباس : أنا منهم وقد سألت فيمن سئل آنفاً وهم المنافقون كانوا يحضرون مجلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يسمعون كلامه ولا يعونه فإذا خرجوا قالوا لأولي العلم من أصحابه : ماذا قال الساعة ؟ على جهة الاستهزاء ، والذين أوتوا العلم الذين استمعوا القرآن وقبلوه وعملوا به { ماذا قال آنفاً } يعني أي شيء كان يقول الرسول الساعة ، وقيل : قالوا ذلك تبعيداً من الصواب وتحقيراً لقوله ولم يقل شيئاً فيه فائدة : { أولئك الذين طبع الله على قلوبهم } أي وسمهم بسمة الكفار ، وقيل : خلا بينهم وبين اختيارهم { واتبعوا أهواءهم } أي اتبعوا الهوى دون الدليل { والذين اهتدوا } يعني المؤمنين اهتدوا بما سمعوا { زادهم هدىً } ، وقيل : زادهم الله ، وقيل : زادهم قراءة القرآن ، وقيل : استهزاء المنافقين زاد هؤلاء المؤمنين قيل : أدلة شرح بها صدورهم ، وقيل : زادهم ألطافاً ، وقيل : زادهم استماع القرآن هدى { وآتاهم تقواهم } ، قيل : آتاهم ثواب تقواهم { فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة } فجأة من غير أن يشعرون بها { فقد جاء أشراطها } ، قيل : علاماتها ، مبعث محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خاتم الأنبياء منها ، وانشقاق القمر والدخان ، وعن الكلبي : كثرة المال والتجارة ، وشهادة الزور ، وقطع الأرحام ، وقلة الكرام ، وكثرة اللئام ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " بادروا بالأعمال الصالحة قبل طلوع الشمس من مغربها " ، والدجال ، والدخان ، والدابة { فأنّى لهم إذا جاءتهم ذكراهم } يعني من أين لهم الذكرى والاتعاظ والتوبة إذا جاءتهم الساعة ، والذكرى ما أمر الله به عباده أن يتذكروا به { فاعلم أنه لا إله إلا الله } الخطاب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : فاعلم أيها السامع { واستغفر لذنبك } ، وقيل : الخطاب لغيره ، وقيل : ليبشر به أمته ، وقيل : المراد به الانقطاع إلى الله تعالى { والله يعلم متقلّبكم ومثواكم } ، قيل : متقلبكم في الأصلاب إلى الأرحام ومثواكم مقامكم في الأرض ، وقيل : متقلبكم منصرفكم في الدنيا ومثواكم مصيركم إلى الجنة أو إلى النار عن ابن عباس : وقيل : متقلبكم منصرفكم في النهار ومثواكم مضجعكم بالليل ، يعني لا يخفى عليه شيء من أحوالكم .