Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 18-20)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } " وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين نزل الحديبية بعث جواس بن أمية المخزومي رسولاً إلى أهل مكة ، فهمّوا به فمنعه الأحابيش ، فلما رجع دعا بعمر ليبعثه فقال : إني أخافهم على نفسي ، فبعث عثمان بن عفان فخبّرهم أنه لم يأت لحرب وإنما جاء زائراً لهذا البيت معظماً لحرمته ، فوقروه وقالوا : إن شئت أن تطوف بالبيت فافعل ، فقال : ما كنت لأطوف قبل أن يطوف رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فأحبس عندهم فأوجف أنهم قتلوه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا نبرح حتى نناجز القوم " ودعا الناس الى البيعة فبايعوه تحت الشجرة وكانت سمرة ، فبايعوه على الموت دونه وعلى أن لا يفروا ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أنتم اليوم خير أهل الأرض " وكان عدد المبايعين ألفاً وخمسمائة وخمسة وعشرين ، وقيل : ألفاً وأربع مائة ، وقيل : ألفاً وثلاثمائة ، ثم أتى عثمان بالصلح فصالحهم وانصرف بعد أن نحر بالحديبية وحلق { فعلم ما في قلوبهم } من الإِخلاص وصدق الضمائر فيما بايعوه عليه فأنزل الله السكينة أي الطمأنينة والأمر بسبب الصلح { وأثابهم فتحاً قريباً } قيل : هو خيبر عند انصرافهم من مكة { ومغانم كثيرة يأخذونها } هي مغانم خيبر وكانت أيضاً ذات عقار وأموال فقسمها عليهم ، وقيل : هو فتح مكة { وَعدكم الله مغانم كثيرة } يعني الفتوح إلى يوم القيامة فعجل لكم هذه قيل : خيبر ، وقيل : هوازن ، وقيل : هما { وكفَّ أيدي الناس عنكم } يعني أيدي أهل خيبر وحلفائهم من أسد وغطفان حين جاؤوا لينصرونهم فقذف الله في قلوبهم الرعب ، وقيل : أيدي أهل مكة بالصلح { ولتكون آية للمؤمنين } وغيرهم يعرفون بها أنهم من الله بمكان وانه نصرهم والفتح عليهم ، وقيل : هزيمتكم وسلامتكم حجة للمؤمنين يعلمون أن الله ينصرهم ويحفظهم { ويهديكم صراطاً مستقيماً } أي يدلكم إلى الإِسلام وهو الطريق المستقيم ، وقيل : ليزيدكم نصرة بفتح خيبر فإنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رجع عن الحديبية إلى المدينة وأقام بها بقية ذا الحجة وبعضاً من محرم ، ثم خرج إلى خيبر وفتح حصناً وصالح أهل فدك { وأخرى لم تقدروا عليها } أي وعدكم فتح بلاد أخرى ، وقيل : وعدكم غنائم أخرى قيل : هو فارس والروم ، عن ابن عباس والحسن : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " بشرهم بكنوز كسرى وقيصر " وقيل : هو يوم حنين انهزم أصحابه فأيدهم الله بالملائكة ، وقيل : فتح مكة ، وقيل : ما فتحوا بعد ذلك إلى يوم القيامة { قد أحاط الله بها } يعني إحاطة القدرة أي أنه قادر عليها { وكان الله على كل شيء قديراً } .