Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 51-52)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء } الآية نزلت يوم بني قينقاع في عبادة بن الصامت قال لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن لي موالي من اليهود ، وإني أبرأ إلى الله ورسوله من موالاتهم ، وعبد الله بن أُبي ، وذلك أن عبد الله بن أُبي أتى إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأدخل يده حيث ورعه وقال : أحسن في موالي أربع مائة حاسر وثلاثمائة دارع أحصدهم في عداة واحدة ثم قال : هم يمنعوني من الأبيض والأحمر وإني امرء أخشى الدوائر ، وفي عبد الله بن أُبي نزل قوله تعالى : { فترى الذين في قلوبهم مرض } الآية ، المرض الشك ، قال جار الله : لا يتخذوهم أولياء ينصرونهم ويؤاخونهم ويعاشرونهم ويصافونهم مصافاة المؤمنين ، ثم علَّل النهي بقوله : { بعضهم أولياء بعض } يعني إنما يوالي بعضهم بعضا ، قوله تعالى : { ومن يتولهم منكم فإنه منهم } يعني من جملتهم ، وحكمه حكمهم فهذا تغليظ من الله تعالى وتشديد في وجوب مجانبة المخالف في الدين { إن الله لا يهدي القوم الظالمين } أي الذين ظلموا أنفسهم بموالاة الكفرة يمنعهم الله ألطافه ، وقوله تعالى : { يسارعون فيهم } في موالاة اليهود ، وقوله تعالى : { يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة } أي حوادث تدور ، نحتاج إليهم فيها ، وقيل : دائرة أن يهلك محمد وأصحابه ويرجع الأمر إلى ما كان عليه في الجاهلية فنحتاج إلى اليهود { فعسى الله } عسى من الله واجب { أن يأتي بالفتح } قيل : الفصل ، وقيل : فتح بلاد المشركين ، وقيل : فتح مكة { أو أمر من عنده } قيل : إذلال المشركين وظهور الاسلام ، وقيل : قتل بني قريظة وإجلاء بني النضير ، وقيل : أن يأمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بإظهار اسرار المنافقين وقتلهم فيبدو نفاقهم ، وقيل : أوامر من عنده لا يكون للناس فيه فعل كبني النضير الذي طرح الله في قلوبهم الرعب { فيصبحوا } يعني يصبح المنافقون { نادمين } على ما حدثوا به أنفسهم وذلك أنهم كانوا يشكون في أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويقولون ما نظن أن يتم له أمرٌ .