Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 53-56)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يقول الذين آمنوا } قال جار الله : قرئ بالنصب عطفاً على أن يأتي وبالرفع على أنه كلام مبتدأ { ويقول الذين آمنوا } في ذلك الوقت قال : فإن قلت لم يقولون هذا القول ؟ قلت : إما أن يقوله بعضهم لبعض تعجباً من حالهم واغتباطاً بما منَّ الله به عليهم من التوفيق في الاخلاص { أهؤلاء الذين أقسموا } لكم بأغلظ الايمان أنهم أولياؤهم ومعاضدوكم على الكفار وأما أن يقولوه لليهود لأنهم حلفوا لهم بالمعاهدة والنصر كما حكى الله عنهم وان قوتلتم لننصرنكم ، قوله : { حبطت أعمالهم } من جملة قول المؤمنين أي بطلت أعمالهم ، قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه } فيرجع إلى الكفر وهذا من إعجاز القرآن إذا خبر عن ارتدادهم ولم يكن ذلك في عهده وكان على ما أخبر ، وقيل : كان أهل الردة إحدى عشر فرقة ثلاث في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بنو مدلج ورئيسهم ذو الخمار وهو الأسود العنسي تنبأ باليمن وكان كاهناً فأخرج عمال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبنو مسيلمة قوم مسيلمة نبياً وكتب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من رسول الله مسيلمة إلى محمد رسول الله ، أما بعد … فإن الأرض نصفها لي ونصفها لك ، فأجاب : من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، أما بعد … فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " ، فحاربه أبو بكر وقتل على يدي وحشي قاتل الحمزة وكان يقول : قتلت خير الناس في الجاهلية وشر الناس في الإِسلام ، وبنو أسد وغطفان وغيرهم { فسوف يأتي الله بقوم } قيل : " لما نزلت أشار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أبي موسى الأشعري ، وقال : " قوم هذا " وقيل : ضرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على عاتق سلمان وقال : " هذا وذووه " ، وقال : " لو كان الايمان معلقاً بالثريا لناله رجال من أبناء فارس " وقيل : هم ألفان من النخع وخمسة آلاف من كندة وبجيلة ، وثلاثة آلاف من أبناء الناس ، وجاهدوا يوم القادسية ، وقيل : هم الأنصار ، وقيل : نزلت في علي ( عليه السلام ) ، وقوله تعالى : { يحبهم ويحبونه } محبة العباد لربهم طاعته وابتغاء مرضاته ومحبته لهم أن يثيبهم أحسن الثواب على طاعتهم { أذلة على المؤمنين } أي رحماء بهم غير متكبرين عليهم { يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم } كانوا يجاهدون لوجه الله تعالى ، قوله تعالى : { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } يوفق له من يشاء ممن يعلم أن له لطفاً { والله واسع عليم } كثير الفواضل والألطاف لمن هو أهلها قوله تعالى : { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } نزلت في علي ( عليه السلام ) حين تصدق بخاتمه وهو راكع في صلاته حين سأله سائل فطرح إليه بخاتمه ذكره في الحاكم والثعلبي والكشاف ، قال جار الله : عقب النهي عن موالاة من يحب معاداته وذكر من يحب موالاته ، بقوله تعالى : { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } ومعناه إنما وجوب اختصاصهم بالموالاة ، فإن قلت : كيف يصح أن يكون لعلي واللفظ لجماعة ؟ قلت : جيئ به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً للترغيب في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه قال في تفسير الثعلبي : قال أبو ذر الغفاري : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بهاتين وإلا فصمَّتَا ورأيته بهاتين والا فَعَمِيتَا يقول : " علي قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله " أما اني صليت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوماً من الأيام فسأله سائل في المسجد فلم يعطه شيئاً وعلي ( عليه السلام ) كان راكعاً فأومى اليه بخنصره ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره فنزل فيه { إنما وليكم الله } الآية { فإن حزب الله هم الغالبون } الحزب القوم يجتمعون لأمر وأراد بحزب الله الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمؤمنون ويكون المعنى من يتولهم فقد تولى حزب الله واعتضد بمن لا يغالب .