Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 65-68)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا } برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما جاء به وقرنوا ايمانهم بالتقوى التي هي الشريطة في الفوز بالإِيمان { لكفرنا عنهم سيئاتهم } ولم نؤاخذهم { ولأدخلناهم جنات النعيم } { ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل } الآية ، أقاموا أحكامها وحددوهما وما فيهما من بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، { وما أنزل اليهم } من سائر الكتب من الله تعالى لأنهم مكلفون بالايمان بجميعها فكأنها أنزلت إليهم ، وقيل : هو القرآن { لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم } أي تفيض عليهم بركات من السماء وبركات من الأرض ، وان تكثروا الأشجار والثمرة والزروع المغلة ، وأن يرزقهم الجنات ، ويلتقطون ما تساقط على الأرض من تحت أرجلهم { منهم أمة مقتصدة } مستقيمة على طريقة مؤمنة بعيسى وبمحمد ( عليهم السلام ) كعبد الله بن سلام وأصحابه من اليهود ، وقيل : المقتصدة العادلة { وكثير منهم ساء ما يعملون } قيل : هو كعب بن الأشرف وأصحابه والروم { يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } قال جار الله : جميع ما أنزل الله اليك ، وقيل : نزلت في عبد اليهود قال في الثعلبي : يعني بلغ في فضل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ولما نزلت الآية أخذ بيد علي ( عليه السلام ) وقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " وروي في الحاكم أنها نزلت في علي ( عليه السلام ) ، قال في الثعلبي : " لما نزلت أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ " قالوا : بلى ، قال : " هذا مولى من أنا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " قال : فاستقبله عمر بن الخطاب فقال : هنيئاً لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة " ، قوله تعالى : { والله يعصمك من الناس } أي يضمن العصمة من أعدائك يعني يمنعك من أعدائك أن ينالوك بسوء ، فإن قيل : فما وجه هذه الآية وقد شج جبينه وكسرت رباعيته وأوذي عن عدة مواطن ؟ فالجواب : أن معناها : { والله يعصمك من الناس } : من القتل ولا يصلون إلى قتلك ، وقيل : نزلت هذه الآية بعدما شج جبينه وكسرت رباعيته ، وقيل : نزلت في صلة الرحم ، وقيل : بلغ سائر الأحكام وما يوحي إليك { والله يعصمك من الناس } يعني يمنعك لأن سورة المائدة من آخر القرآن نزولاً { إن الله لا يهدي القوم الكافرين } يعني لا يمكنهم مما يريدون إنزاله بك من الهلاك ، وعن أنس قال : " كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحرس حين نزلت هذه الآية فقال : " انصرفوا أيها الناس قد عصمني الله من الناس " { قل يا أهل الكتاب لستم على شيء } من الدين ما لم تقرؤا بالكتاب وبالقرآن { وما أنزل إليكم } من صفة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .