Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 24-42)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين } سماهم ضيفاً من غير أن يأكلوا من طعامه لأنهم دخلوا مدخل الأضياف واختلفوا في عدهم قيل : كانوا اثنا عشر ملكاً ، وقيل : جبريل ومعه سبعة ، وقيل : ثلاثة المكرمين من عند الله { إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً } أي سلموا عليه سلاماً { قال سلامٌ قومٌ منكرون } قيل : غرباء لا نعرفهم ، وقيل : لأنهم دخلوا من غير إذن { فراغ إلى أهله } أي مال إليهم { فجاء بعجل سمين } { فقرّبه إليهم } شويّاً ، و { قال ألا تأكلون } تحريصاً على الأكل ، وقيل : امسكوا فقال : ألا تأكلون { فأوجس منهم خيفة } وفي الكلام حذف فلما لم يأكلوا فدخل في نفسه خيفة منهم وأوجس منهم أنهم لصوص أو كفار يريدون هلاكه ، وقيل : ظنّ أنهم ملائكة وأنهم لا يحضرون إلا له ، وقيل : دعوا الله فأحيى الله تعالى ذلك العجل فعلم أنهم ملائكة ، فـ { قالوا لا تخف } وقوله تعالى : { وبشّروه بغلام عليم } أي مبلغ ويعلم ، وقيل : نبي وهو إسحاق { فأقبلت امرأته } سمعت البشارة وأقبلت ، وقيل : أخبرها إبراهيم { في صرة } قيل : صيحة { فصكّت } قيل : ضربت بأطراف أصابعها جبهتها ، وقيل : لطمت { وجهها } قال الحسن : أقبلت إلى بيتها وكانت في زواية تنظر إليهم لأنها وجدت حرارة الدم ولطمت وجهها من الحياء { وقالت عجوز عقيم } أي تلد عجوز عاقر كانت بنت تسع وتسعين سنة { قالوا } ذلك { كذلك قال ربك } أي أتعجبين من قدرة الله فإنه حكيم عليم { قال فما خطبكم أيها المرسلون } أي فما شأنكم وما ظنكم ولأي أمر جئتم أيها المرسلون { قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين } يعني قوم لوط أرسلنا لنهلكهم { لنرسل عليهم حجارة من طين } يريد السجيل وهو طين طبخ الآجر حتى صار فيه صلابة الحجار { مسوّمةً } معلمة على كل واحدة منها اسم من يهلك به ، وقيل : معلمة بأنها من حجارة العذاب { عند ربك } أي معدّة في حكمه { للمسرفين } المجاوزين الحد في العصيان { فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين } { فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين } دليل على أن الايمان والإِسلام واحد وإنهما صفتا مدح ، قيل : هم لوط وابنتاه ( عليهم السلام ) ، وقيل : كان لوط وأهل بيته ، عن قتادة : لو كان فيها أكثر من ذلك لأنجاهم الله { وتركنا فيها آية } يعتبر بها الخائفون دون القاسية قلوبهم ، وقيل : ما اسود منتن { وفي موسى } معطوف على { وفي الأرض آيات } ، أو على قوله : { وتركنا فيها آية } على معنى وجعلنا في موسى { إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين } أي بحجة { فتولى } أي أعرض عن قبول الحق { بركنه } بعزته من جنوده وقومه { وقال } موسى { ساحر أو مجنون } لا عقل له { فأخذناه وجنوده } أي عاقبناهم { فنبذناهم } أي ألقيناهم كما يلقى { في اليم } أي في البحر { وهو مليم } يعني موسى فعل ما تلام عليه { وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم } التي لا تلقح شجراً ولا تنشر سحاباً ، وقيل : لم يكن فيه إلا خروج ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " نصرت بالصبا وأهلك عاد بالدبور " { ما تذر من شيء أتت عليه إلاَّ جعلته كالرميم } قيل : كالطعام ، وقيل : كالنبات إذا يبس ، وقيل : كالشيء الهالك ، وقيل : كالتبن ، وقيل : كالتراب .