Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 1-10)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والنجم إذا هوى } قيل : إن المشركين قالوا : ضل محمد عن الدين وغوى فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فأقسم بأنه ما ضلَّ وما غوى { والنجم إذا هوى } الثريا إذا سقطت وغابت مع الفجر أو انتثرت يوم القيامة ، أو النجم إذا رجم ، إذا هوى إذا انقض ، أو النجم من نجوم القرآن وقد نزل نجوماً في عشرين سنة ، إذا هوى إذا نزل ، يعني أن القرآن نزل ثلاث آيات وأربع آيات وسورة وكان بين أوله وآخره ثلاث وعشرين سنة { ما ضلَّ صاحبكم } يعني محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والخطاب لقريش ، وهو جواب القسم ، والضلال نقيض الهدى والغي نقيض الرشد ، أي هو مهتد راشد وليس كما تزعمون { وما ينطق عن الهوى } لا يتكلم عن جهة نفسه في أمور الشرع { إن هو إلاَّ وحي يوحى } { علّمه شديد القوى } قيل : هو جبريل وهو القوي في نفسه ، ومن قوته أنه اقتلع قرى قوم لوط من الماء الأسود وحملها على جناحه ورفعها إلى السماء ثم قلبها ، وصاح صيحة بثمود فأصبحوا جاثمين وكان هبوطه على الأنبياء وصعوده في الوحي من رجعة الطرف ، ورأى ابليس يكلم عيسى في بعض عقاب الأرض المقدسة فنفخه نفخة فألقاه في أقصى جبل بالهند { ذو مرة } حدّة ، وقيل : ذو مرة شديد حفظه لما يحمله الله من الوحي { فاستوى } فاستقام على صورة نفسه الحقيقة دون الصورة التي كان عليها كلما هبط بالوحي ، وكان ينزل في صورة دحية ، وروي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أحب أن يراه على صورته ، وقيل : ما رآه أحد على صورته غير محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مرتين مرة في الأرض ومرة في السماء { فكان قاب قوسين } يعني دنا جبريل بعد استوائه بالأفق الأعلى { فتدلى } قيل : إلى محمد بالوحي وكان بينهما قاب قوسين وكان بينهما { قاب قوسين أو أدنى } قيل : بل أدنى ، وقيل : أراد مقدار قوسين عربتين ، وقيل : أراد الوتر ، وقيل : أراد تأكيد القرب { فأوحى } الله { إلى عبده } وقيل : أوحى جبريل إلى عبده { ما أوحى } وقيل : ما أوحى إليه من كلامه وأمره ونهيه ، وقيل : أوحى اليه أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك .