Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 11-25)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ما كذب الفؤاد ما رأى } ما كذب فؤاد محمد ما رأى بصره في ذلك الوقت من صورة جبريل { أفتمارونه } من المراء وهو المجادلة ، وقيل : إنه لما أسري برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصبح بمكة فأخذوا يجادلونه ويجحدونه وكان الإِسراء بمكة بعد موت أبي طالب من المسجد ، وقيل : من بيت أم هاني بعدما صلى العشاء الآخرة وعاد قبل الفجر { ولقد رآه نزلة أخرى } { عند سدرة المنتهى } هو جبريل قيل : هي شجرة النبق ، وقيل : هي في السماء السابعة المنتهى لأنه ينتهي إليها أرواح الشهداء { إذ يغشى السدرة ما يغشى } قيل : يغشاها جبريل في خلقته العجيبة سدّ الأفق ، وقيل : غشيها أمر الله فتحولت ياقوتاً وزبرجداً حتى لا يستطيع أحد وصفها { ما زاغ البصر وما طغى } أي ما جاوز ما أمر به ولا مال ، يعني ما رأى لاحقاً وصواباً ، وروي عنه أنه قال : " رأيت على كل ورقة من ورقها ملك يسبح الله " { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } قيل : هي السموات والملائكة وما في السماوات من ملكوته ، وعن ابن مسعود : رأى زبرقا أخضراً من زبارق الجنة قد سدّ الأفق ، وقيل : هي سدرة المنتهى ، وقيل : رأى جبريل في صورته التي تكون في السماء ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " رأيت على كل ورقة ملكاً قائماً يسبح الله " وعنه : " يغشاها رفرف من طير خضر " ، وعن ابن مسعود وغيره : يغشاها فراش من ذهب ، وقيل : غشيها من أمر الله ما غشى { أفرأيتم اللات والعزى } أصنام كانت لهم وهي مؤنثات ، فاللات كانت لثقيف بالطائف ، وقيل : نخلة تعبدها قريش ، والعزى كانت لغطفان وهي سمرة وأصلها تأنيث الأعز ، وبعث رسول الله إليها خالد بن الوليد فقطعها ، فخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها داعية ويلها واضعة يدها على رأسها فجعل يضربها بالسيف حتى قتلها وهو يقول : @ يا عزّا كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك @@ ولن تعبدها أبداً { ومناة الثالثة } كانت لهذيل وخزاعة وسميت مناة لأن دم النسائك كانت تمنى ، وقيل : زعموا أن الملائكة بنات الله تعالى عن ذلك وصوروا الأصنام على صورتهم اللات والعزى ومناة ، وقيل : كانت حجارة في جوف الكعبة { ألكم الذكر وله الأنثى } { تلك إذاً قسمة ضيزى } جائرة ، وقيل : مخالفة ، وكانوا يقولون أن الملائكة وهذه الأصنام بنات الله ، وكانوا يعبدونهم ويزعمون أنهم شفعاؤهم عند الله ، فقيل : { ألكم الذكر وله الأنثى } { إن هي إلا أسماء سمّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان } من حجة وسميت الحجة سلطاناً لأن صاحبها يقهر { إن يتبعون إلاَّ الظن } في قولهم إنها آلهة { وما تهوى الأنفس } أي تهواه وتألفه لأنهم وجدوا آباءهم وقومهم يعبدونها فمالوا إليها { ولقد جاءهم من ربهم الهدى } أنها ليست بآلهة ولا تحق لها العبادة { أم للإِنسان ما تمنّى } قيل : تمنّوا أن تشفع لهم عند الله وظنّوا ذلك وليس كما ظنوا ، وقيل : تمنُّوا أن الأصنام كانت آلهة { فللّه الآخرة والأولى } يعطي من يشاء ، وقيل : أم للإِنسان ما تمنى من نعيم الدنيا والآخرة بل يفعله الله تعالى بحسب المصلحة يعطي في الآخرة المؤمنين دون الكافرين .