Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 33-62)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أفرأيت الذي تولى } الآية نزلت في عثمان كان يعطي ماله في الخير ، فقال له عبد الله بن سعيد بن سرح وهو أخوه من الرضاعة ، يوشك الا يبقى لك شيء ، فقال عثمان : إن لي ذنوباً وخطايا ، فقال عبد الله : أعطي ناقتك برجلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك ، فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن العطاء فنزلت ، روي ذلك في الكشاف والحاكم والثعلبي ، ومعنى تولى ترك المركز يوم أحد وعاد عثمان إلى ما كان من الانفاق ، وقيل : نزلت في أبي جهل ، وقيل : في الوليد بن المغيرة وكان يأتيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يستمع قوله ثم يتولى عنه ، وقيل : نزلت في العاص بن وائل ، وقيل : في النضر بن الحارث { أعطى } المهاجرين خمس قلائص { وأكدى } اقطع ، وقيل : أعرض عن الدين ، وقيل أنفق المال قليلاً وأكدى أي قطع { أعنده علم الغيب فهو يرى } فهو يعلم أن المؤمنين لا يظفرون بتبعتهم ، وقيل : عنده علم المصالح فهو يرى أن البخل خيراً ، ثم بيّن تعالى أنه يأخذ كلٌ بذنبه خلاف ما قالوا رداً عليهم على ما تقدم فقال سبحانه : { أم لم ينبأ بما في صحف موسى } يعني أسفار التوراة { وإبراهيم الذي وفّى } قيل : فعل ما أمر الله على التمام من تبليغ رسالته وبيان شرائعه ، وقيل : امتحن بذبح ولده وإلقائه في النار وتحمل الأذية من قومه فوفى ما عليه من جميع ذلك ، وقيل : في تبليغ الرسالة التي هي قوله : { ألا تزر وازرة وزر أخرى } وكانوا يأخذون القريب بذنب القريب ، والجار بذنب الجار ، وقيل : الصبر على ذبح ولده ، وعلى نار نمرود ، وقيامه بأضيافه وخدمته إيَّاهم بنفسه ، وأنه كان يخرج كل يوم يمشي فرسخاً يرتاد ضيفاً فإن وافقه أكرمه وإلا نوى الصوم ، وقيل : وفى سهام الإِسلام وهي ثلاثون عشر سهماً في التوبة وعشرة التائبون في الأحزاب { إن المسلمين } [ الأحزاب : 35 ] وعشرة في المؤمن { قد أفلح المؤمنون } [ المؤمنون : 1 ] ، وروي عنه : " فسماه الله خليله … يقول إذا أصبح أو أمسى : { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } [ الروم : 17 ] ، إلى قوله : { وحين تظهرون } [ الروم : 18 ] " { وأن ليس للإِنسان إلا ما سعى } أي لا ينتفع إلاَّ بعمله { وأن سعيه سوف يرى } قيل : يراه مكتوباً في ديوانه وقيل : … { ثم يجزاه الجزاء الأوفى } أي يكافأ على سعيه ، وقيل : يعرف أعماله ثم يجزى عليه لأن ثم للتعتيب { وأن إلى ربك المنتهى } أي المرجع الذي ينفذ فيه أمره وحكمه ، وقيل : ثوابه وعقابه ينتهي الخلق { وأنه هو أضحك وأبكى } قيل : فعل سبب الضحك وأبكى ، وقيل : أضحك أهل الجنة وأبكى أهل النار ، وقيل : أضحك الأشجار بالأنوار وأبكى السحاب بالأمطار ، وقيل : أضحك المطيع بالرحمة وأبكى العاصي بالسخطة ، وقيل : أضحك المؤمن في الآخرة وأبكاه في الدنيا { وأنه هو أمات وأحيا } قيل : هو القادر على أن يحيي ويميت ، وقيل : أمات في الدنيا وأحيى في الآخرة ، وقيل : أمات قوماً وأحيى قوماً ، وقيل : أمات الآباء وأحيى الأولاد { وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى } { من نطفة إذا تمنى } قيل : تخرج من الرجل وتصب في الرحم { وأن عليه النشأة الأخرى } إن عليه أن يبعث الناس أحياء يوم القيامة للجزاء { وأنه هو أغنى وأقنى } قيل : أغنى بالمال وأقنى بأصول الأموال ، وقيل : أغنى بالأموال وأقنى بالخدام ، وقيل : أغنى بالمال وأقنى أيضاً مما أعطى ، وقيل : أغنى أكثر وأقنى أقل { وإنه هو رب الشعرى } أي خالقه ومالكه وهو نجم مضيء ، وقيل : النجم الذي حلف الجوزاء وكانت خزاعة يعبدونه ، سنّ لهم ذلك أبو كبشة رجل من أشرافهم ، وكانت قريش تقول لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أبو كبشة تشبيهاً له بهم لمخالفته إياهم في دينهم ، يريد أنه رب معبودهم هذا { وأنه أهلك عاد الأولى } قوم هود ، وعاد الأخرى آدم ، وقيل : الأولى القدماء لأنهم أول الأمم هلاكاً بعد قوم نوح ، وقيل : عاداً أهلكت بالصيحة والثانية أهلكت بالرياح العظيم { وثمودَ فما أبقى } أي قوم صالح أهلكوا بالصيحة فما أبقى منهم أحد { وقوم نوح } أي أهلكنا قوم نوح { من قبل } هؤلاء { إنهم كانوا هم أظلم وأطغى } أي أشد ظلماً وأشد بغياً ، كانوا يؤذونه ويضربونه وما أثر فيهم دعاؤه قريباً من ألف سنة { والمؤتفكة أهوى } والقرى التي ائتفكت بأهلها ، أي أهلكت وهم قوم لوط ، رفعهم إلى السماء على جناحه جبريل ثم أهواها إلى الأرض أي أسقطها { فغشاها ما غشى } تهويلاً وتعظيماً لما صبّ عليهم من العذاب وأمطر عليها من الصخر المنضود ، وقيل : أن قرى قوم لوط أربع : صنوا وذادرما وعامورا وسدوم { فبأي آلاء ربك تتمارى } نِعَم ربك تشك أيها الإنسان ، نعم الدين أو نعم الدنيا { هذا نذير من النذر الأولى } قيل : هذا كناية عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : عن القرآن ، وقيل : هذه الأخبار الذي أخبر بها عن إهلاك الأمم من النذر الأولى من الأنبياء الذين خوفوا أممهم { أزفت الآزفة } وهي القيامة لأن محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خاتم النبيين { ليس لها من دون الله كاشفة } أي لا أحد يظهرها ويعينها غير الله تعالى { أفمن هذا الحديث تعجبون } إنكاراً من حديث البعث والنشور والقيامة ، وقيل : من القرآن { وتضحكون } استهزاء ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه لم يرَ ضاحكاً بعد نزولها { وأنتم سامدون } لاهون لاعبون { فاسجدوا لله واعبدوا } ولا تعبدوا إلا له .