Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 26-32)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلاَّ من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى } يعني لا يشفع أحد إلا بعد إذن من الله { إن الذين لا يؤمنون بالآخرة } البعث والجزاء { ليسمّون الملائكة تسمية الأنثى } قيل : قالوا : هم بنات الله { وما لهم به من علم } أي لا يقولون ذلك عن علم { إن يتّبعون } في ذلك { إلاَّ الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً } { فأعرض عن من تولَّى } قيل : أعرض عن مكافأته { عن ذكرنا } قيل : القرآن { ولم يرد إلاَّ الحياة الدنيا } { ذلك مبلغهم من العلم } أي نهاية قدر علمهم حيث آثروا الدنيا على الآخرة { إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله } أي دينه { وهو أعلم بمن اهتدى } فيجازي كل أحد بعمله { ولله ما في السماوات وما في الأرض } ملكاً وخلقاً { ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى } ثم وصف الذين أحسنوا فقال سبحانه : { الذين يجتنبون كبائر الإِثم والفواحش } قيل : ان أكثر ما يزيد عقابه على ثواب فاعله كالقتل والزنا ونحو ذلك ، وقيل : لا يكفره إلا بالتوبة والفواحش كل قبيح فاحشة ، وقيل : الزنا { إلا اللمم } قيل : الصغائر من الذنوب عمداً وسهواً ونظير هذه الآية قوله تعالى : { ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } [ النساء : 31 ] وهو قول أبي علي وأبو مسلم والقاضي ، وقيل : هو ما ألمَّ على القلب أي خطر ، وهو حديث النفس بشيء من غير عزم لأن العزم على الكبير كبيرة ، فعلى هذا يكون إلاّ بمعنى لكن اللمم ، وقيل : إلا بمعنى الواو { إن ربك واسع المغفرة } أي كثير المغفرة يكفر الصغائر باجتناب الكبائر بالتوبة { هو أعلم بكم } بأحوالكم ، وقيل : هو أعلم بتفاصيل أموركم وأعمالكم فيجازيكم بها { إذ أنشأكم من الأرض } أي خلق آباءكم آدم من التراب { وإذ أنتم أجنّة في بطون أمّهاتكم } حين الولد في البطن أخذ من الستر ، يعني من علم بتفاصيل الجنين وكيفيته لا يخفى عليه شيء من أعمالكم { فلا تزكوا أنفسكم } قيل : لا تمدحوها ، وقيل : لا تزكوا أنفسكم بما ليس فيها وهو أحسن ما قيل : فأما تزكية النفس على وجه الاستطالة فلا يجوز { هو أعلم بمن اتقى } الشرك والكبائر ، قيل : عمل حسنة وارتدع عن السيئة عن علي ( عليه السلام ) .