Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 41-55)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولقد جاء آل فرعون } أي قومه الذين اتبعوه في دينه { النذر } الآيات ، وقيل : الرسل موسى وهارون { كذّبوا بآياتنا كلها } بالآيات التسع التي جاء بها موسى ، وقيل : بجميع الآيات لأن التكذيب ببعضها تكذيب بكلها { فأخذناهم } بالعذاب { أخذ عزيز } قادر ولا يمتنع عليه شيء { مقتدر } على ما يشاء ثم خوف قومه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن ينزل بهم مثل ذلك ، فقال : { أكفاركم خيرٌ من أولئكم } أي ليس كفار قريش خير من هؤلاء الذين تقدم ذكرهم لا في القوة ولا في العدد { أم لكم براءة في الزبر } من العذاب في الكتب السابقة وهذا إنكار ، أي ليس لهم ذلك { أم يقولون نحن جميع منتصر } أي كما ليسوا بخير من أولئك ولا لهم براءة كذلك لا جمع لهم يمنعهم عذابي وينصرهم { سيهزم الجمع } يعني وإن جمعوا الجموع فإن الله يهزمها { ويولّون الدبر } قيل : يوم بدر { بل الساعة موعدهم } يعني يوم القيامة موعدهم جميعاً { والساعة أدهى } سميت بذلك لسرعة مجئيها إذ هي أعظم بلية وأشد مرارة من عذاب يوم بدر لأن عذاب النار يدوم { إن المجرمين } إلى آخر السورة نزلت في وفد نجران ، وقيل : في القدرية من هذه الأمة وعن كعب نجد في التوراة أن القدرية { يسحبون } { على وجوههم } في النار ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لعنت القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبياً " ، قيل : يا رسول الله ومن القدرية ؟ قال : " قوم يعملون المعاصي يقولون الله قدرها عليهم " قيل : ومن المرجئة ؟ قال : " هم قوم يقولون الايمان بلا عمل وقد علمنا أن المحبرة أعداء الرحمان وشهود الشيطان " وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " القدرية مجوس هذه الأمَّة " { في ضلال } في ذهاب عن الحق وعن وجه النجاة ، وقيل : في هلاك ، { وسعر } نار مسعرة { يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر } أي عذاب النار ، والسقر جهنم ، وقيل : باب من أبوابها { إنا كل شيء خلقناه بقدر } يعني كل شيء خلقناه على قدر معلوم ، فاللسان على مقدار يصلح الكلام ، واليد للبطش ، والرجل للمشي ، والعين للبصر ، والاذن للسمع ، والمعدة للطعام ، وقيل : خلق النار بمقدار استحقاق أهلها ، ومتى قيل : هلاّ حملتم ذلك على أفعال العباد وأنه خلق فيهم الخير والشر ، قلنا : ليس في الظاهر ذلك لأن أفعالهم ليست بخلق الله تعالى لأن فيها الكفر والظلم { وما أمرنا إلاَّ واحدة كلمح بالبصر } قيل : أراد قيام الساعة ، يعني إذا أردنا قيامها أعدنا السماوات والأرض وجميع المخلوقات في قدر لمح البصر بسرعة { ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدّكر } { وكل شيء فعلوه في الزبر } { وكل صغير وكبير مستطر } وعيد لهم ، ولقد أهلكنا أشياعكم من كان على دينكم معتبر لكم ، وقيل : الأمم السالفة فهل من مدَّكر ؟ { وكل شيء فعلوه } الأتباع { في الزبر } في الكتب التي كتبها الحفظة ، وقيل : في اللوح { وكل صغير وكبير } من أفعالهم { مستطر } مكتوب { إن المتقين } الذين اتقوا المعاصي { في جنات ونهر } أنهار جارية { في مقعد صدق } قيل : في مجلس حق لا لغو فيه وهو الجنة ووصف المكان بالصدق لأنه يدوم وغيره يزول { عند مليك مقتدر } قيل : في علم الله صائر إلى ذلك الموضع ، وقيل : المكان الذي هيَّأه لأوليائه والمليك الملك ، والمقتدر هو القادر تبارك وتعالى .