Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 24-40)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أؤلقي الذكر عليه من بيننا } يعني كيف ألقي الوحي اليه من بيننا مع استوائنا في الأحوال ، وقيل : كيف أوحي اليه مع فقره وقلة جاهه ونحن رؤساء متبعون { بل هو كذّاب أشر } مبالغة أشر قيل : بطر لا يبالي ما يقول : { سيعلمون غداً } إذا نزل بهم { من الكذاب الأشر } { إنا مرسلو الناقة } أي باعثوها بانشائها على ما طلبوها معجزة لصالح وقطعاً لعذرهم { فتنة لهم } أي امتحاناً واختباراً { فارتقبهم } أي انتظر أمر الله فيهم { واصطبر } أي اصبر على آذائهم حتى يأتي أمر الله فيهم { ونبئهم } أي أخبرهم { أن الماء قسمة بينهم } بين الناقة وبين قوم صالح يوم لهم ويوم لها { كل شرب } نصيب من الماء { محتضر } يحضره من كان يومه ففي يوم الناقة وفي يومهم يحضرون الماء { فنادوا صاحبهم } دعاء أهل البلد واحداً منهم وهو من أسرارهم قذار بن سالف أشقاء ثمود { فتعاطى } أي تناول الناقة بسيفه فعقرها { فكيف كان عذابي ونذر } إياهم { إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة } صاح بها جبريل { فكانوا كهشيم المحتظر } وهو الشجر اليابس المتهشم بعدما كان أخضراً ، المحتظر بفتح الظاء ، وأراد الحظيرة ، وقرأ الباقون بكسر الظاء وأرادوا صاحب الحظيرة ، وقيل : كحشيش يابس يجمعه المحتظر لغنمه فتأكل الغنم عن أبي علي ، وقيل : كشراب الحظيرة { ولقد يسّرنا القرآن للذكر } سهلنا القرآن للذكر { فهل من مدَّكر } متعظ ، ثم بيَّن قصة لوط وقومه فقال سبحانه : { كذّبت قوم لوط بالنذر } بالآيات المشتملة على الوعيد { إنا أرسلنا عليهم حاصباً } قيل : ريحاً رمتهم بالحجارة وحصبتهم بها ، وقيل : الحجارة لمن كان خارج البلد ، وأما أهل البلد فانقلبت بهم { إلا آل لوط } من كان تبعاً له وعلى دينه { نجّيناهم بسحر } أي وقت السحر أمر الله تعالى جبريل فأخرجهم وترك فيها امرأته لأنها كانت كافرة { نعمة من عندنا } عليهم حيث نجيّناهم وأهلكنا أعداءهم { كذلك نجزي من شكر } يعني نكافئ من شكر بنعمتنا { ولقد أنذرهم بطشتنا } أي خوف لوط قومه بأخذ الله إياهم ان لم يؤمنوا { فتماروا بالنذر } جادلوا بالباطل واستهزؤا بالآيات { ولقد راودوه عن ضيفه } أي طلبوا أن يخلي بينهم وبين ضيفه وهم الملائكة النازلون بهم على صورة الغلمان { فطمسنا أعينهم } قيل : محونا ، وقيل : عميت أبصارهم ، وقيل : مسح جبريل وجوههم وأعماهم { فذوقوا عذابي ونذرِ } أي تخويفي وما كنت أنذركم وأوعدكم قيل : الملائكة قالوا : ذوقوا عذاب الله ، وقيل : الله قال لهم : ذلك الحال ذوقوا وهو الظاهر { ولقد صبّحهم بكرة } أي نزل بهم صباحاً { عذاب } وهو الانقلاب والحجارة { مستقر } قيل : استقر بهم العذاب إلى يوم القيامة ، وقيل : استقر بهم حتى هلكوا { فذوقوا عذابي ونذرِ } وقيل : لهم ذلك الحال ، ومتى قيل : لم كرر ذوقوا عذابي ونذرِ قالوا : الأول عند الطمس والثاني عند الانقلاب مما يحدد العذاب يحدد التقريع { ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر } متعظ بذلك .