Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 7-23)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ خشّعاً أبصارهم } وقرأ خاشعاً أي خاضعاً ذليلاً { يخرجون من الأجداث } من القبور سراعاً إلى المحشر { كأنهم جراد منتشر } منبت حيارى { مهطعين } مسرعين { إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر } أي شديد { كذّبت قبلهم قوم نوح } قيل : أهل مكة { فكذّبوا عبدنا } نوحاً { وقالوا مجنون } أي هو مجنون { وازدجر } قيل : زجراً بالشتم والرمي بالقبيح ، وقيل : زجراً بالوعيد { فدعا ربه أني مغلوب } ضعيف غلبني هؤلاء السفهاء { فانتصر } فانتقم بالنصر ثم بيّن تعالى كيف أجاب دعاء نوح وكيف أهلك قومه فقال سبحانه : { ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر } شديد الانصباب لم يقلع ولم ينقطع أربعين يوماً ، وقيل : سائل { وفجّرنا الأرض } أي شققنا الأرض بالماء { عيونا } حتى جرى الماء على وجه الأرض { فالتقى الماء } أي ماء السماء وماء الأرض { على أمر قد قدر } فيه هلاك القوم على أمر قد قدره الله تعالى وهو هلاكهم ، وقيل : على أمر قدره الله تعالى وعرف تقديره لا زيادة فيه ولا نقصان ، وقيل : ماء السماء وماء الأرض { وحملناه } أي نوحاً ولم يذكر القوم لأنهم تبع له { على ذات ألواح ودسر } المسامير التي شدّ بها السفينة { تجري بأعيننا } بحفظنا { جزاء لمن كان كفر } قيل : لنوح وتقديره كمن كفر بنبوته وأنكر حقه وكفر بالله ، يعني أغرقناهم بكفرهم بالله ، وقيل : بكفرهم بنوح { ولقد تركناها آية } يعني السفينة ونجاة من فيها { فهل من مدّكر } أي متعظ وخائف ينزل به مثل ما نزل بأولئك ، وقيل : هل من طالب عليهم ليعان عليه ، ومتى قيل : لماذا أعاد فهل من مدّكر ؟ قلنا : أراد بالأول الاعتبار بأحوال المعذبين وبالناجين والثاني التذكر بمواعظ القرآن فلم يكن تكرار { فكيف كان عذابي ونذر } أي انذاري فكيف رأيتم انتقامي منهم { ولقد يسّرنا القرآن للذكر } أي سهلنا للذكر لكي يتفكر فيه من تذكر متعظ { كذبت عاد } وهم قوم هود { فكيف كان عذابي ونذر } أي إنذاري { إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً } أي شديد الهبوب { في يوم نحس } أي يوم شؤم { مستمر } استمر بهم العذاب إلى نار جهنم ، وقيل : استمرت بهم سبع ليال وثمانية أيام { تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر } قيل : تقتلع الناس ثم ترمي بهم على رؤوسهم فتدق رقابهم ، وشبّههم بالنخل بقوله : { منقعر } منقلع عن مغارسه ، وقيل : لأن الريح تقلع رؤوسهم وتبقى أجساد بلا رؤوس { فكيف كان عذابي ونذر } { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدَّكر } متعظ ومعتبر { كذّبت ثمود بالنذر } وهم قوم صالح { فقالوا أبشرا منا واحداً نتبعه } فقالوا : إنه بشر فلم خصّ بالنبوة دوننا نتبعه { إنا إذاً لفي ضلال وسعر } يعني ان اتبعناه كنا في ذهاب عن الحق والصواب ، وقيل : في ضلال ، وسعر قيل : في عذاب ، وقيل : في هلاك .