Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 71-96)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أفرأيتم النار التي تورون } تقدحون وتستخرجونها من زندكم ، أي تظهرونها بالأزند { أأنتم أنشأتم شجرتها } أي أنتم خلقتم الشجرة التي بها النار ، وقيل : هو المرخ والغفار ، ومنه الحديث : " في كل شجر نار " { أم نحن المنشئون } المخترعون { نحن جعلناها تذكرة } يعني جعلنا نار الدنيا تذكرة للنار الكبرى نار جهنم ، وروي عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزءاً من حر جهنم " { ومتاعاً للمقوين } المسافرين ، يعني النار التي في الأرض المقفرة ، وقيل : متاعاً للناس كلهم { فسبح باسم ربك العظيم } الذي خلق هذه الأشياء { فلا أقسم } قيل : معناه أقسم ولا صلة ، وقيل : لا يراد ، وقيل : القسم كقوله : لا والله لأفعل كذا { بمواقع النجوم } قيل : نجوم القرآن التي أنزل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأنه أنزل نجوماً ، وقيل : بمساقط النجوم ومطالعها ، وقيل : انتشارها وانكدارها يوم القيامة ، قيل : القسم برب النجوم ، وقيل : بهذه الأشياء { وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } أي لو علمتم عظمه { إنه لقرآن كريم } هذا جواب القسم ، ومعنى هذا الكتاب قرآن كريم { في كتاب مكنون } محفوظ مصون وهو اللوح المحفوظ { لا يمسه } قيل : أنها كناية عن اللوح ، يعني لا يمسه إلا الملائكة { المطهرون } ، وقيل : هو القرآن فلا يمسه ولا يقرأه إلا المطهرون من الجنابة ، وقيل : المطهرون من الشرك ، وقيل : لا ينبغي أن يمسه إلا من هو على الطهارة من الناس { تنزيل من رب العالمين } أي منزل من جهته { أفبهذا الحديث } قيل : القرآن ، وقيل : الإِعادة ، وقيل : النبوة { أنتم مدهنون } مكذبون { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } قيل : على حذف المضاف ، يعني تجعلون شكر رزقكم التكذيب ، أو وضعتم التكذيب موضع الشكر ، وقرئ وتجعلون شكر رزقكم أنكم تكذبون ، والمعنى تجعلون شكركم لنعمة القرآن أنكم تكذبون به { فلولا إذا بلغت الحلقوم } يعني فهلا إذا بلغت الروح وهي النفس عند خروجها من الجسد في حال النزاع { وأنتم حينئذ تنظرون } إلى أمري وسلطاني ، وقيل : الخطاب لمن حضر الميت من أهله فلا يقدرون على دفع شيء منه ، وقيل : الخطاب للمريض أي تنظرون فلا تقدرون على دفع ما نزل بكم { ونحن أقرب إليه منكم } بالقدرة { ولكن لا تبصرون } { فلولا إن كنتم غير مدينين } أي غير محارين مدينين ، قيل : مديونين ، وقيل : محاسبين ، وقيل : مصدقين ، وقيل : موقنين { ترجعونها } أي هل تردون الروح إلى النفس إن كان ما تزعمون ، و { كنتم صادقين } إلا صانع ولا بعث فإذا لم تقدروا عليه فاعلموا أن ذلك تقدير صانع مدبر حكيم { فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنات نعيم } قيل : الروح : الراحة ، والريحان : الرزق ، وقيل : الروح : الفرح ، والريحان : المشموم ، وقيل : روح في القبر والريحان في الجنة { وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين } أي فسلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين ، أي يسلمون عليك كقوله : { الا قيلاً سلاماً سلاماً } [ الواقعة : 26 ] { وأما إن كان من المكذبين الضالين } عن الحق { فنزل من حميم } أي نزله الذي يقام له ورزقه المعدّ له الحميم ما يجمع من صديد أهل النار { وتصلية جحيم } الحار النار وألزموها دائماً { إن هذا } ما تقدم من الوعد والوعيد { لهو حق اليقين } أي الحق الثابت من اليقين { فسبح } فَصَلّ بذكره ، وقيل : نزهه وعظمه .